طريقة إلقاء خطبة محفلية تتميز بعِدة ضوابط هي ما تجعلها تمتثل للشروط كافة، فهذا النوع من الخطب لا يُكتب إلا من خلال ضوابط لا تصح الخطبة إلا بها، كما وردت الكثير من العبارات اعتاد النبي -صلى الله عليه وسلم- قراءتها وهي ما يُعرفك عليه موقع سوبر بابا تاليًا.

طريقة إلقاء خطبة محفلية

الخطبة المحفلية هي بالأساس تتميز بكونها ذات كلام يمس الصدور من التأثر، وبذات الوقت يكون بلغة عربية فصيحة، وتتميز بوابل من الصفات التي لا تصح إلا بها، إلا أن طريقتها يسهُل على أي شخص أداؤها.

أولًا: ما قبل إلقاء الخطبة

تُعد الخطابة من فنون التواصل، وحتى إذا كنت مُجيدًا لها، عليك أن تتبع الأسس التي تقوم عليها، والخطوات الصحيحة، لتخرج خُطبتك تامّة مميزة، لذا فهُناك بعض الأمور التي عليك المرور منها قبل إلقاء الخطبة.

1- تحديد موضوع الخطبة

أحيانًا يكون موضوع الخطبة المحفلية قد تم اختياره من قبل وفق المناسبة، وإذا لم يوجد موضوع مُحدد فسيكون عليك اختيار ما هو مُحايد، وليس فيه خلاف كبير، فمن سيستمعون لك بالطبع من فئات مُختلفة.

إذا كان قد تحدد موضوع الخطبة من قبل فمن الأفضل ألا تتطرق ضمن أفكاره عن أمور لست متأكدًا منها كذلك، وابق في المنطقة الآمنة دائمًا، فالهدف من الخطبة المحفلية هو إضفاء روح من الألفة وليس التناحر والشجار.

2- أفكار الخطبة

حدد الأفكار التي ترغب بالتحدث بها، وفقًا لما يرغب الجمهور في معرفته أكثر، واحرص على أن تشمل خطبتك العناصر الواردة في طريقة إلقاء الخطبة المحفلية كاملة.

  • مقدمة الخطبة: هي ما يُفترض أن تكون البداية، وعادةً ما جرت العادة أن تكون مليئة بالحمد والثناء، وبها عبارات تشوق المُستمع لباقي ما ستسرده عليه، ويُفضل أن تكون موجزة كي لا تُسبب الملل للمستمتع.
  • عرض الخطبة: الأمور التي حددت أنك ستتطرق لها، واحرص على أن يكون العنصر الأول بها هو صلب موضوعك، فهذا هو الجزء الذي يكون فيه المستمعين أكثر تركيزًا، ومن المفترض أن يحوي الكثير من الشواهد من القرآن والسنة.
  • خاتمة الخطبة: يجب أن تُوجز بها كل ما ورد من الخطبة، وإذا كانت تسير في تسلسل لإثبات أمر ما، فتكون الخاتمة هي ما توصلت إليه من عرض الدلائل والبراهين.

3- مهارات التواصل

ليست الخطبة فقط كلام مُرسل دون تواصل، بل هي خطوات عِدة لتكون مؤثرة، وطريقة إلقاء الخطبة المحفلية أساسها الإلقاء.

  • احرص على أن تكون السلاسة والمهارة اللغوية عالية، فهذا أهم ما يميز الخطبة.
  • انظر لمن يستمعون لك بثقة، فيجب ألا تغيب عنهم أبدًا بل تواصل مع كل واحد منهم، لكن لا تخص أحدًا بعينه، لدرجه أن يشعر الحاضرين أن الخطبة موجهة له.
  • يجب ألا تحتوي الخطبة على المقاطعات، لذا لا يمكن أن تتوقف لتعلق على شيءٍ ما أو تُحادث أحدًا.
  • اتقن حفظ الآيات والأحاديث الواردة في خطبتك، فقراءتها من الورق ليس الأفضل، ويقدمك كشخص غير كفء، وهذا ما يجب أن يسري على كامل الخطبة أيضًا.

اقرأ أيضًا: طريقة كتابة خطبة محفلية

ثانيًا: الوقوف لأداء الخطبة

طريقة إلقاء خطبة محفلية قد تكون صعبة على البعض، لما تحتاجه من الثقة والتحضيرات الكثيرة، إلا أنك حين تُعد العُدة جيدًا، سترى أنه بالوقوف لإلقائها لن تُعاني من أي مشكلة.

  • ألق التحية في البداية مع ابتسامة عريضة.
  • يجب أن يتم التعريف بالخطيب للمستمعين قبل صعوده، وإذا لم يتم ذلك قم بالتعريف أنت عن نفسك، على أن يكون هذا بإيجاز.
  • يمكنك أن تبدأ بعدها بقراءة المقدمة التي أعددتها.
  • اعلم جيدًا النقاط الهامة التي عليك رفع صوتك بها لتوكيد المعنى الذي تُحاول إيصاله، والأخرى التي تحتاج منك خفض صوتك قليلًا، كي تكون قريبًا ومؤثرًا من المستمعين.
  • لا تعقد يديك أثناء الحديث، فلغة جسدك ستدل على أنك خائف من الخطأ، بل ابسط يديك.
  • لا تعبس، بل ارسم ابتسامة عريضة على شفتيك.
  • أتقن مخارج الحروف لكُل ما تُلقيه، فهذا أدعى لك أن تظهر بواثق أكثر.
  • لا مانع من أن يكون لديك ورقة بها بعض الملاحظات، على ألا تنظر لها طوال الوقت.

صفات الخطيب

طريقة إلقاء خطبة محفلية لا يكفي اتباعها وحدها لتخرج لنا خطبة مميزة ولافتة للآذان، بل يجب أن يتمتع مُلقيها بالكثير من الصفات التي تُميزه عن غيره، وتجعله أهلًا لهذه المكانة.

  • يكون لديه ثقافة بالكثير من العلوم، خاصة القرآن والحديث.
  • يجب أن يكون قادرًا على الجمع بين الدين والعلم بلا تناقض.
  • لغته العربية يُفترض بها أن تكون صحيحة، بأن يكون عارفًا بكافة أحكامها.
  • واثق بنفسه وقادر على التحدث أمام الجمهور.
  • أمين بما يقدم من معلومات، ويتحقق دائمًا من مصادر الكلام الذي ينقله للمستمعين.
  • يكون لديه قرار بأن يكون هناك هدفًا ساميًا لما سيقال بالخطبة، ولا يُرجى بها أي منفعة شخصية.
  • حسن الهندام، فالمستمعين سينظرون إليه طوال الوقت وسيحكمون عليه من هندامه.
  • ألا يكون جامدًا بموقعه، بل يتحرك ويُغير من تعابير وجهه.

هُناك بعض الأمور أيضًا التي على الخطيب تجنبها؛ لِما تسببه من نفور.

  • يجب ألا يكون صوته فاترًا مملًا، بل يُفترض أن يكون بحماس.
  • لا يُفترض بالمستمعين أن يشعروا أن الخطبة تجربته الشخصية.
  • أسوأ المشاكل هي أن يتعثر إذا ما توقف عن النظر للورقة ولم يستطع العودة.
  • إلقاء الأفكار المُعلبة دون شرحها بشكل تفصيلي.
  • قول العبارات الغامضة التي تحوي أكثر من معنى.
  • التكلف والتصنع، وإصدار الأحكام.
  • أن تسير كلها بنفس الصيغة بملل.

اقرأ أيضًا: مقدمة خطبة محفلية

أمثلة لمقدمة الخطبة المحفلية

من العادة أن تكون مقدمة الخطبة المحفلية متضمنة حمد الله سبحانه وتعالى، وكلمات تُلائم الظرف الذي تُقال فيه، لكن يشيع فيها الأدعية بالحمد والثناء على سيدنا محمد.

  • “اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله“.
  • “إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له”.
  • “أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهَدَ في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، ونحن على ذلك من الشاهدين”.

أشكال خاتمة خطبة محفلية

يُفترض بالخاتمة أن تكون بالغة الاختصار، معبِّرة وملهمة للمستمعين، ويمكن أن تشمل الأدعية أو القرآن الكريم.

  • {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} البقرة الآية 286.
  • {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ} آل عمران الآية 8.
  • {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} سورة البقرة الآية 200.
  • “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

أنواع الخطب المحفلية

لكون طريقة إلقاء الخطبة المحفلية يسيرة إذا ما تعلم الشخص أسسها، أصبح هُناك أنواع مختلفة منها، يُلقى كل نوع بمناسبة مُختلفة.

1- الخطب الاجتماعية

هي التي تُلقى في بعض الاجتماعات العائلية الكبيرة، وعادةً ما تهدف إلى الفصل بين المُتخاصمين، سواء كانا زوجين أو إخوان، وأحيانًا تكون لأجل الاحتفال بشخص ما أو مناسبة سعيدة تخصُّه.

2- خطب التكريم

تحوي هذه الخطبة بالأكثر عبارات الشكر والثناء والمدح للشخص الذي حاز على هذا الحفل، ولكن هذا النوع من الخطب يجب أن يُراعى به بعض الأمور.

  • عدم الإسراف بالثناء.
  • الصدق بكل ما يُقال، والتأكد أن من يُكرم يستحق هذا عن مجهود حقيقيّ.
  • أن تحضر نية حث المستمعين على الامتثال للأخلاق والقيم التي أوصلت الشخص الذي يُكرم لهذه المنزلة.

3- خطب التأبين

هي الكلمات التي تقال بالعزاء على القبور، ويجب أن يُراعى بها ذكر الطيب من صفات المتوفي، مع مواساة أهله بمصابهم.

4- خطبة الزواج

عادةً ما تُلقى بين الأهل، والهدف الأساسي منها تهنئة العروسين، مع بعض العناصر الأساسية.

  • آداب الزواج.
  • تشريع الله للزواج كآية في الأرض.
  • حقوق الزوجة، والزوج، وواجبات كليهما كما أمر الشرع.
  • نصائح لحياة زوجية سعيدة.

5- النوع الديني

مثل الخطبة عن ليلة الإسراء والمعراج، أو المولد النبوي الشريف، والأعياد والمناسبات الدينية كافة.

اقرأ أيضًا: خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

6- الخطب عسكرية

هي التي تُلقى من قبل حاكم أو وزير أو ولي أمر، وتكون فقط في المناسبات السياسية لأجل الاحتفال، أو وقت الحرب لتحفيز الجنود.

اتباع طريقة إلقاء الخطبة المحفلية هو ما يكفل لك بالنهاية جمهور مُبتسم.. وتلمع عيناه من حلاوة ما ألقيت على مسامعهم.