خطبة محفلية عن الوطن مُعبرة ويمكن الاستعانة بها في المناسبات الوطنية، فالوطن أغلى الأشياء التي يرزق بها الإنسان في حياته، فهو المكان الذي ينشأ ويترعرع بداخله منذ أول يوم له، ويحمل معه ذكرياته السعيدة والحزينة والأشواق، إلى جانب أن الدين الإسلامي أمر بالحفاظ على الوطنية فهو هوية المسلم، ولهذا من خلال موقع سوبر بابا نقدم لكم نماذج مختلفة من الخطبة المحفلية حول حب الوطن.

خطبة محفلية عن الوطن

تلقى الخطب في المحافل والمناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل الوطنية أو الدينية أو التخرج والزواج وغيرها من المناسبات، وتتكون خطبة محفلية عن الوطن من مقدمة ومضمون الخطبة وخاتمة.

مقدمة الخطبة المحفلية عن الوطن

“بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، نعوذ بك اللهم من شرور أعمالنا وأنفسنا، أما بعد نعلم جميعًا أن حب الوطن يولد بالفطرة بداخل الإنسان، فالوطن هو المهد الأول في حياة الإنسان والملجأ الوحيد له في الكبر والصغر.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن التخرج

عرض الخطبة المحفلية عن الوطن

دائمًا وأبدًا ما يكون حب الوطن مغروس في النفس البشرية، فهو بمثابة غريزة الإسلام أو الأمومة بداخل المرأة، فقد خلقنا الله عز وجل في الوطن، فهو المكان الذي يحمل المأوى منذ نشأة الإنسان الأولى، ويحتضنه إلى الممات، والمكان الآمن الذي يعيش فيه طوال حياته، ويستمد منه الهوية والفخر والاعتزاز.

يستمر حب الوطن يتدفق في شرايين الإنسان، ما دام هناك ذكريات طفولة مفرحة ومحزنة وذكريات الشباب والضعف والكهولة التي يحملها الإنسان في حياته، وتعبر عن مدى حبه وتعلقه واشتياقه الدائم إلى وطنه، ويمكننا أن نتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة في حب الوطن، حيث قال عندما أخرجه أهله من مكة والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت“.

كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر بعض الآيات التي تشير إلى حب الوطن في القرآن الكريم والتي من بينها ما يلي:

  • قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا”.
  • يقول الله تعالى: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله”.
  • قال تعالى: “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ”.

كما أن النبى عندما هاجر من وطنه ظل في حالة من الاشتياق إليه حيث يروى أنه كان دائمًا ما يردد دعاء اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكّة أو أشدّوذلك يدل على مدى الحب الذي يحمله بداخله إلى مكة.

اقرأ أيضًا: خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

خاتمة الخطبة المحفلية عن الوطن

“لا توجد كلمات يمكنها أن تعبر عن الوطن، فلا يكون إلا بالعمل الجاد والبناء والاجتهاد والتضحية من أجله، فللوطن على أبنائه حق، سواء كان من خلال المحافظة عليه وحمايته ضد المعتدين، ولهذا يسعى كل مواطن شريف محب لوطنه إلى الحفاظ عليه ورفع رايته عاليًا.”

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الأم

خطبة محفلية في عشق الوطن

“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد حب الوطن من الغرائز التي يولد بها الإنسان بطبيعة الفطرة العظيمة في النفس فهو المكان الذي نشأ فيه منذ أول يوم له في الحياة، وعاش به حياته، فهو موطن الرفاق والأهل والأصدقاء والأحبة، إلى جانب نبع الذكريات.

إن حب الوطن والتضحية من أجله من أسمى الصفات التي يتصف بها الإنسان في حياته، فالشخص المحب إلى وطنه دائمًا ما يشعر بالحب أو الغيرة، ويكون على أتم الاستعداد للتضحية بأي شيء يملكه للدفاع عن الوطن، فيصبح الوطن بالنسبة له في المقام الأول في كل شيء.

كما أن الإنسان المحب إلى وطنه لديه القوة التي تساعده على الدفاع عنه والحفاظ عليه من الأعداء، ويعود ذلك إلى أن الدين الإسلامي حرص على عز الوطن وحبه والدفاع عنه، وأنزل الله سبحانه وتعالى بعض الآيات التي تشير إلى أهمية حب الوطن.

  • ” وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”.
  • ” لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ* إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ* فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”.
  • ” وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا”..
  • ” وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ”.
  • ” وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ”.
  • ” يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ”.

لم يقتصر الأمر على ذكر الوطن في الآيات القرآنية وحسب، بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على ذكر الوطن في الأحاديث النبوية الشريفة والتي من بينها ما يلي:

  • فقال رسول الله (ص) في ذلك: “ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ” صحيح الجامع.
  • قال محمد (ص) في ذلك: “السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ نَوْمَهُ وطَعامَهُ وشَرابَهُ، فإذا قَضَى أحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِهِ” صحيح البخاري
  • حديث سيدنا محمد (ص): “اللَّهمَّ بارِكْ لنا في ثمرِنا وبارِكْ لنا في مدينتِنا وبارِكْ لنا في صاعِنا ومُدِّنا اللَّهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدُك وخليلُك ونبيُّك وإنِّي عبدُك ونبيُّك وإنَّه دعاك لمكَّةَ وأنا أدعوك للمدينةِ بمثلِ ما دعا به لمكَّةَ ومِثْلِه معه” صحيح ابن حبان.

يتضح مما سبق ذكره أن الدين الإسلامي أعز من قيمة الوطن وقيمة الإنسان المحب إلى وطنه، ومن يسعى لبذل جهد للحفاظ على وطنه والدفاع عنه ضد الآخرين، حيث وصل ذلك إلى درجة كبيرة من الشرف جعلها الإسلام ليس بعدها درجة، حيث يصبح الفرد في مكانة يشعر فيها بالفخر والاعتزاز.

استعان الدين الإسلامي بالأدلة الشرعية بموقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تجاه وطنه، وذلك ليقتدي به الإنسان في حياته، حيث تعرض إلى سوء المعاملة من أهله حتى أنه تعرض إلى التعذيب ووصل الحال إلى الطرد خارج مكة.

لكنه على الرغم من ذلك كان شديد التعلق بوطنه، وذلك يدل على أن حب الوطن من الواجبات على المسلم، ويجب أن نتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في حب الوطن والتضحية من أجله، بأعز ما يملك الإنسان في حياته.

خلاصة خطبتنا اليوم تنم على أن حب الوطن من الفرائض على الإنسان فيجب أن يكون دائمًا في حالة دفاع مستمرة عن الوطن، ويجب العلم أن الدين الإسلامي وضع مكانة كبيرة لمن يحب وطنه ويضحي من أجله، حيث جعله الله في منزلة الشهداء، وذلك لما ورد في السنة النبوية عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قاتل دون مالِه، فقُتل فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ دمِه، فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ أهلِه، فهو شهيدٌ}.

خطبة محفلية عن فضل الوطن

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن ولاه أما بعد أنعم علينا الله سبحانه وتعالى بالعديد من النعم والتي من بينها حب الوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله، فنحمدك اللهم ونشكر فضلك على كل ما رزقتنا به في الحياة، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

يمكن أن تتعرف على معاني حب الوطن بالنظر إلى ما قام به الأنبياء والصحابة في العهود القديمة، حيث دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على بلده، وأن يجعلها في أمان دائمًا، وذلك ما ورد في آيات القرآن الكريم حين قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [سورة البقرة].

إلى جانب ذلك يمكنك النظر إلى السنة النبوية والتعرف على أهم ما ورد بها من قصص النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة متجهًا إلى المدينة بعدما تعرض إلى أسوء أنواع العنف وسوء المعاملة من أهله، ولكنه كان في هذه اللحظة يشعر بالانتماء إلى وطنه.

خلاصة ما يمكن شرحه من خلال خطبتنا اليوم هو أن حب الوطن من الأعمال التي يؤجر عليها الإنسان في حياته، ويجب على الفرد أن يقتدي بحياة الأنبياء والرسل في التضحية من أجل الوطن والدفاع عن الأرض للحصول على الأجر والثواب العظيم من الله عز وجه.

يحرص الكثير من الأشخاص على قول الخطبة المحفلية في حب الوطن في المناسبات العامة، كونها تساعد على شرح معايير وطرق حب الوطن مع الاستشهاد بالأدلة القرآنية والنبوية.