حوار بين شخصين عن البيئة المدرسية يُساهم في الوقوف على أهم عناصر البيئة الدراسية الناجحة وما يواجهها من تحديات تُعرقل من نجاحها، لا شك في أن الحوار يفتح آفاقًا جديدة في التفكير.. فهو الآلية التي تعزز بيان الآراء المتناقضة أو المتعددة، فبطبيعة الحال لا يُشترط الاتفاق على شيء، أمّا عن الحوار فهو ما يجعلنا نتفق على أننا مختلفين في توجهاتنا، وهذا ما نوافيكم به في موقع سوبر بابا.
حوار بين شخصين عن البيئة المدرسية
يكون الحوار إيجابيًّا إن تم تقبل رأي الطرف الآخر بصدر رحب.. كما يُمكن أن ينشأ الحوار حول موضوع ما في نمط السؤال والجواب، بحيث يتساءل أحدهم عن أمر ما يجهله، ليرد الطرف الآخر في الحوار بإجابة وافية تنم عن مدى معرفته بالموضوع سلفًا.
لذا عنينا أن نقدم نمط من الحوار بين شخصين عن البيئة المدرسية، لنتدارك من خلاله ماهيتها ودورها وتأثيرها على الطلاب.
عُمر: كيف حالك يا صديقي؟
أحمد: حمدًا لله، أراك مُستعدًا لليوم الدراسي غدًا.. هل تُحب المدرسة بحق؟
عُمر: بالطبع، أشعر وكأنني جزءٌ منها، فالبيئة المدرسية تُساعدني كثيرًا.
أحمد: ماذا تعني بالبيئة المدرسية؟
عُمر: دعني أوضح لك مفهوم البيئة المدرسية بشيء من التفصيل.
إنّ البيئة المدرسية هي واحدة من أهم مكونات المدرسة، فهي التي تُقدم البرامج التربوية والتعليمية النوعية لإكساب المتعلمين كل الخبرات التي تخوّل لهم مواكبة تطورات العصر.
كما تُركز على مهاراتهم الأساسية، وتعزيز مهاراتهم العقلية والفكرية.. في أجزاء من النشاط والمتعة والتحفيز الدائم، لضمان حصول الطلاب على أكبر قدر من المعلومات.
أحمد: لقد فهمت.. لكن ما الذي يجعل البيئة المدرسية في مدرستك ناجحة؟ أقصد ما الذي يجعلك مرتبطًا بها إلى ذلك الحد؟
عُمر: بالطبع لا تكون كل بيئة مدرسية مشابهة للأخرى، وإلا كان حالك مثلي تمامًا تُحب المدرسة والذهاب إليها.. فهناك عدة صفات للبيئة المدرسية الناجحة وهي:
- استخدام وسائل التعليم المتطورة من أجل تقييم الطلاب بشكل دوري، للحصول على أدق النتائج حول مستوياتهم.
- وجود برامج تعليمية متطورة تعمل على تحفيز الطلاب على الإبداع والمُضي قدمًا، من خلال برامج الحاسوب وشبكة الإنترنت.
- اكتشاف المواهب الطلابية، والعمل على تدعيمها بشتى الوسائل.
- مراعاة الفوارق الفردية بين الطلاب، حتى يتمكن كل منهم من فهم المعلومات بأفضل شكل ممكن، ويقدرون على التفاعل معها.
- توفير الوسائل التعليمية والمادية التي تُمكّن المدرسة من الحصول على أساليب التعليم المتطورة.
- وجود مناهج تعليمية متطورة، لأن الطالب يعتمد عليها في مواكبة متطلبات عصره.
- توفير جميع المرافق الصحية والرياضية والتعليمية لمزيدٍ من النجاح للبيئة المدرسية وتحقيق كل ما هو مرجوّ منها.
- الانفتاح على الخبرات الخارجية لتطوير القدرات الطلابية.
- الترحيب بالتحديات والتجديد والتغيير المستمر.
- إثارة المحفزات أمام الطلاب لتشجيعهم، لزيادة ارتباطهم بالمدرسة.
اقرأ أيضًا: حوار عن الإنترنت بين شخصين
حوار عن عناصر البيئة المدرسية التربوية
بيئة المدرسة تحتوي على عِدة عناصر هي التي تُثري من قدرتها على الأخذ بيد الطلاب نحو التقدم العلمي.
عُمر: أريد أن أدعم رأيي المطروح عن نجاح البيئة المدرسية بذكر تلك العناصر الهامة التي تتوافر في أي عملية تعليمية.. ألا تعرفها؟
أحمد: بالطبع أعرفها، فهي أساسية لإكمال العملية التعليمية على نحو سليم:
- المكان: البيئة المدرسية.
- المُعلم: الوسيط بين المادة التعليمية والمتعلم، وهو من يبذل الجهد لتبسيط المفاهيم والمعلومات وربطها بالمعارف العملية.
- الطالب: من خلاله تتمكن الجهة التعليمية من اختبار فعالية التعليم، وهو بدوره يُعتبر أسمى هدف في العملية التعليمية.
عُمر: أصبت يا صديقي، لكنك نسيت اثنين من العناصر الأخرى الهامة في البيئة المدرسية، ألا وهي:
- الأدوات التعليمية: التي تقدم العون للطالب لفهم دروسه واستيعابها، حيث تُبسط من العملية التعليمية.
- الأسلوب التعليمي المُتبع: هو الطريقة التي يلجأ لها المعلم في عملية التدريس، ويكون أفضل كلما كان مُبتكرًا حديثًا يتماشى مع المستجدات.
أحمد: معك حق، فتلك العناصر لا تقل أهمية عن سابقتها.. لا ننسى أيضًا أن هناك عوامل تعمل على تعزيز عملية التدريس والتعلم، دعني أخبرك إيّاها:
- الانفتاح: من خلال الاستخدام الاستراتيجي لمنطقة التعلم، والمرافق التعليمية الحديثة.
- المرونة: على سبيل المثال تقسيم الفصل الدراسي إلى مجموعات صغيرة، والقدرة على الجمع بين الصفوف، علاوة على مساحات العمل المرنة.. وقبول التكيف.
- وجود مساحات تعلم إضافية: تتجه بعض المدارس إلى المناطق غير المستخدمة سابقًا لإنشاء مناطق تعليمية إضافية تضفي التنوع في البيئة المدرسية.
- تشجيع التعاون المدرسي: تحويل التدريس إلى حوار تعاوني لا يخلو من النقاش، فيقوم الطلاب بمقارنة النتائج لتنمية مهاراتهم الاجتماعية.
- تنمية التفكير الناقد: إنّ التعليم الجيد يجعل الطلاب مستقلين في ابتكار طرق مختلفة للتفكير، مما يعزز من تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
- بناء عقلية الطلاب: من خلال تشجيع المعتقدات الداخلية التي تؤثر على نمو الطلاب، وتحسين الثقة ببيئة التعلم الآمنة، فكلها عوامل تسمح للطلاب بالنمو السويّ اجتماعيًا وعاطفيًا.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الاحترام سؤال و جواب
حوار بين شخصين عن مشكلات البيئة المدرسية
نتفق على أن البيئة المدرسية مفتاح للنجاح سواء للمعلمين أو الطلاب، فبها تقوم المدرسة بدورها الحقيقي في المجتمع، لأنها تُشكل شخصية الطلاب على أفضل نحو، وعلى إثرها تتقدم المجتمعات.
عُمر: صديقي أحمد.. أخبرتك عن أسباب ارتباطي بمدرستي وحبّي لها، وهو ما ساعدني على التحصيل الدراسي بنجاح، أما عنك فلم تُخبرني ما الذي يجعلك لا تُحب المدرسة ولا ترغب في الذهاب إليها.
أحمد: لا أخفيك سرًا، لم أجد كل ما أخبرتني به في مدرستي.. أشعر بالسلبية والروتين، لا شك أن هناك أسباب تجعل البيئة المدرسية غير محببة للطلاب، هلّا أخبرتني بتلك التحديات الممكنة؟
عُمر: ربما يتعلق الأمر بأسباب خارج إرادة المدرسة، ترتبط بالطلاب أنفسهم، أو أسباب أخرى تحدث داخل المدرسة ذات الصلة بالإدارة غير الرشيدة أو سلبية المعلمين.
أحمد: أوافقك الرأي فيما يخص الأسباب الطلابية، فهناك مسببات أسرية أو اجتماعية تجعل الطالب غير متقبلًا للدراسة أو النجاح.. لكني أعني الأسباب الأخرى التي تُمثل مشكلات تواجه البيئة المدرسية وتجعلها غير محببة للطلاب.
عُمر: دعني أخبرك إيّاها.. فمن الممكن أن تكون:
- سلوك بعض الطلاب لا يُعتبر على أفضل نحو مع المعلمين.
- انتشار التنمر والكثير من الصفات السلبية بين الطلاب، تقلل من ثقة بعض الطلبة بأنفسهم.
- لا يوجد ترابط بين أولياء الأمور والمدرسة، مما يعني غياب مراقبة سلوكيات الطلاب.
- الإفراط في استخدام طلبة المدارس للوسائل التكنولوجية فيما هو خارج إطار التعليم.. كالألعاب الإلكترونية وما شابه.
- حجم الغرف الصفية صغيرة مما يؤثر على جودة التعليم.. وما يتبعه من سوء استخدام لمرافق المدرسة.
- افتقار المدرسة للتمويل الجيد.. مما يلعب دورًا أساسيًا في جودة تعليم الطالب.
- افتقار المدرسة للصالات التعليمية والملعب الرياضي والمختبر العلمي، وضعف المباني المدرسية.
- عدم قدرة المعلم على إدارة الصف والتفاعل مع الطلاب.
- عدم استخدام الاستراتيجيات الحديثة في التدريس، وغياب التخطيط التعليمي الفعال.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق سؤال وجواب
حوار بين شخصين عن تأثير البيئة المدرسية على الطلاب
ما يجعل مستوى الطالب يتقدم للأمام أو يرجع للخلف ليس فقط طبيعة تعامله مع المنهج الدراسي، إنما يقع على عاتق بيئة المدرسة دورًا كبيرًا.
أحمد: أعلمُ أنك على حق فيما ذكرت من أسباب معوقة لنجاح البيئة الدراسية، فبالفعل هي تؤثر بدورها على الطلاب.. بل ونجاح المسيرة التعليمية للطلبة كذلك.
عُمر: حقًا يا صديقي، فإن كانت البيئة المدرسية آمنة في تدعيم عملية التعلم ومن شأنها تحقيق نقلة نوعية في تحصيل الطلاب الدراسي، تكون بذلك مؤثرة بشكل ملحوظ على شخصية الطالب.. مما ينعكس إيجابًا على المجتمع.
أحمد: كما أن الجانب الآخر المظلم وفقًا لكثير من الإحصاءات.. أن سلبية البيئة المدرسية تنعكس على عمليات التسرب المدرسي وانتشار العنف والتنمر بين الطلاب، لكن برأيك ما الحلول المقترحة لحل المشكلات التي تواجه البيئة المدرسية؟
عُمر: هناك أكثر من إجراء يُمكن اتخاذه على مختلف الجوانب لحل تلك المشكلات والوقوف أمام التحديات.. منها:
- تقليل أعداد الطلبة في الصفوف الدراسية.
- توفير الوسائل التعليمية المختلفة والحديث منها.
- تحسين مرافق المدرسة العامة.
- القضاء على سلوكيات الطلاب السلبية المنتشرة.
- التدريب المستمر للمعلمين في استخدام الأساليب الحديثة لتحسين جودة العملية التعليمية.
- تواصل المدرسة الدائم مع الآباء والأمهات.. حتى يطلع الأهالي على مستويات الطلاب بشكل دوري.
- تجاوز الصعوبات والعقبات التي تعترض العملية التعليمية، التحصيلي منها أو السلوكي.
- تقييم الجو الدراسي الذي يتفاعل فيه الطلاب بالمدرسة.
- إيجاد نوع من التكامل والترابط بين الأسرة والمدرسة.
- يُمكن للعمل الجماعي حل المشكلات التعليمية والسلوكية للطلاب.
إنّ السنوات الدراسية هي التي تُعد جيلًا متعلمًا قادرًا على النهوض بالمجتمع، والتكيف مع البيئة المحيطة به، والاعتماد على الذات.