حوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات يُساعد على معرفة آثارها ومضاعفاتها السلبية، علاوةً على توضيح الأطر العلاجية المتاحة، وطرق الوقاية التي تُساعد الشباب لاسيمًا في مرحلة المراهقة، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتطرق إلى هذا الحوار عن كُثب.

حوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات

إنّ مُشكلة المُخدرات والإدمان من أكثر المُشكلات التي ما زالت تسعى دول العالم جاهدة إلى التخلص منها ومحاربتها، وأبعادها متعددة أهمها ما يتعلق بالصحة النفسية.

كما أن أضرارها جسيمة لا تقتصر فحسب على النواحي الصحية، بل تتعدى ذلك لتؤثر على الجوانب الأمنية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية.

مع ظهور أنواع جديدة من التعاطي ومركبات أكثر خطورة عن ذي قبل، أصبحت هناك حاجة مُلحة لمعرفتها، لِما لها من تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ البشري، وهذا ما يُمكن التطرق إليه من خلال الحوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات.

أمجد: كيف حالكم يا شباب؟

مُحمد: بخير، وأنت؟

مُعاذ: حمدًا لله، عدتُ من المؤسسة منذ قليل.

أمجد: أي مؤسسة تلك؟

مُعاذ: مؤسسة العمل التطوعي التي أعتبر عضوًا فيها، منذ فترة يا صديقي.

محمد: بالفعل، فقد أخبرتني بذلك مُسبقًا، لكن لم تخبرني بعد يا معاذ.. إلى أي الفرق التطوعية تنتمي؟

معاذ: الآن نعمل على خطة موضحة لعلاج المُخدرات والشباب الذين تعرضوا للإدمان.

أمجد: وأسفاه على أولئك الشباب، ممن ضيعوا ريعان شبابهم هباءً.

مُحمد: بالتأكيد، فبعض الشباب يدخُل في حالة الإدمان على إثر الاستعمال المستمر للمواد المخدرة، بحيث يعتمد عليها نفسيًا وجسديًا؛ ليصير في حاجة إلى تلقيّ الجرعة بين آنٍ وآخر، للدرجة التي يشتد فيها الضرر عليه إلى أكبر قدر.

معاذ: صدقت.. كما أنهم بذلك يفقدون القدرة على القيام بأيٍ من الأعمال أو الواجبات، حتى إن غاب تأثير المواد المخدرة مؤقتًا من أجسامهم، وهذا ما يُفسر أنهم بُمجرد ما يتوقفون عن استعمالها تظهر عليهم أعراض الانسحاب.

أمجد: ما الذي تقصده بأعراض الانسحاب؟

محمد: إنها الأعراض النفسية والجسدية الأشد خطورة، التي رُبما في أسوأ الحالات تؤدي بالمُدمن إلى الوفاة، حيث يكون شرهًا للمشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية أو المُهدئات.

اقرأ أيضًا: حوار بين ثلاث أشخاص عن التقنية

حوار عن أسباب إدمان المُخدرات

ما زال الحوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات في أوجّه، فثمّة أسباب تؤدي بالشباب إلى الإدمان، تختلف بطبيعة الحال حسب حالة المُدمن، إلا أنها تؤول في النهاية إلى وجود اضطراب ما أو خلل ملحوظ.

أمجد: بالفعل، فالمُخدرات تجعل مُتناولها معتادًا عليها، فيصير بذلك عرضة للإدمان وعدم فعالية العلاج مع الوقت، إلا أنني لا زلت أتساءل، ما الأسباب التي يُمكنها أن تدفع أحدهم إلى الإدمان؟ أحقًا تهون عليه نفسه؟

معاذ: لا يكون المُدمن بمعرفة أو وعي وإدراك عن مصيرُه البائس يا أمجد، وإلا ما كان ليُلقي بكامل وعيُه بنفسِه إلى التهلكة.

محمد: بالطبع، فهُناك أسباب على الرغم من أنها مبررات واهية ويُمكن التغلب عليها، إلا أنه يُسند إليها نتائج الإدمان برمتها باختلاف الحالات والمجتمعات.

  • البطالة.. من العوامل الأساسية التي تستتبع إدمان الشباب، فهم لا يجدون ما يشغل وقت الفراغ، لاسيمًا إن غاب الوعي بالمهارات والقدرات، وانغلقت الأبواب أمامهم لإصابتهم باليأس والإحباط.
  • صُحبة السوء.. لا يُستهان بتأثيرها الملحوظ في الإدمان، ولِمَ لا وهي الأساس في الوساوس بكُل ما هو سيء، فهم حلفاء الشيطان الذين يُحيدون أحدهم عن الأخيار، ويجعلونه منجرفًا معه في غياهب الإدمان.
  • غياب العائلة.. حيث الصُحبة الطيبة، والأهل والتودد والإحساس بالأمان والاحتواء، علاوةً على عدم وجود النصح أو الحوار الذي يحيد الشاب عن أي من الأفعال المشينة.
  • عدم وجود الرقابة والتوجيه.. يُمكن أن توجد عائلة بلا رقابة، تاركين أبنائهم مع تغيرات الأقدار يواجهونها بمفردها، يوفرون لهم الأموال بشراهة دون تقنين، وينشغلون عنهم متناسيين أنهم في أمسّ الحاجة إلى ما هو أكثر من المال.
  • الفقر.. لا عجب في أن الفقر من أهم مُسببات الإدمان، حيث يصير الشاب على قناعة أنه لا يستقر مهما فعل، لاسيمًا وإن فقد عملُه أو لم يجده من الأساس، فلا يجد ما يُشكل له مصدرًا للدخل يُعول عليه.
  • الجهل.. قلّما تجد المتعلم مُدمنًا، فالإدمان فرصة أكبر أمام الجاهلين، غير المدركين لأخطارِه وعواقبهِ، أولئك من فشلوا في حياتهِم الأكاديمية وقرروا تعويض النقص فيها بالإدمان، ربما لشيء من التناسي.
  • غياب الوازع الديني.. لا تتعجب يا صديقي إن كان هُناك من هو بحاجة إلى نصيحة أو وازع ديني، فلرُبما كان بعيدًا عن الإيمان، ولا يجد في الأمر من حرج بأن يُجرب حتى ما حرّمه الله.
  • التفكك الأسري.. هي أسرة تُسبب للإنسان إحساسًا باليُتم، فأين الأسرة تكون بين فراق الأب والأم؟ وأين تجد المودة فيها بين خلافات أسرية لا علاقة للأبناء بها؟ هكذا يصيرون عُرضة للانحراف ومن ثمَّ الإدمان.

أمجد: معك حق، فقد وضعت يديك على أهم الأسباب التي تُحفِز الشباب على الإدمان.

معاذ: أَصبت يا محمد.. ونحن في مؤسستنا نعمل على إيضاح تلك الأسباب عن كثب إلى من يُعانون منها، حتى لا يجدون ضالتهم في الإدمان، ويحيدون عنه بكل الطرق.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين بالإنجليزي عن الإنترنت

كيف نعرف الشخص المُدمن؟

هكذا يأتي الحوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات بأهمية جليلة إن تطرق إلى ذكر العلامات التي نستدل من خلالها على المُتعاطي.. فلرُبما كان شابًا يافعًا انجرف مع التيار ويرغب أهلُه في التعرُف على ما أصابه من خلال تلك العلامات.

محمد: أعلم أن المُدمن يظهر عليه إدمانُه ولا يستطيع مداراتِه، فكيف يُمكنه ذلك والمواد المخدرة لها أعراض جسدية ونفسية تتجلى على المُصاب؟

أمجد: لا بُدّ وأنكم يا معاذ تقومون في هذا التطوع بإيضاح تلك الأعراض كذلك، حتى يتسنى للأسر معرفة ما طرأ على أبنائهم من تغيير والتأكد من كونه إدمانًا أم لا.

معاذ: بالطبع، فهناك علامات عامة، وعلامات أخرى تتجلى عند استخدام نوع معين من المخدرات.

  • فقدان الوزن الملحوظ على إثر فقدان الشهية.
  • اللامبالاة، والتهرُب من المسؤوليات والمهام.
  • الانطوائية والوحدة والميّل إلى العُزلة.
  • فقدان الرغبة في الحياة، وفقدان المعنى.
  • الإسراف بشكل زائد عن الحد.
  • الغضب لأسباب واهية، ويكون لحظيًا.
  • التقلُبات المزاجية.
  • عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي.
  • الخصوصيات يغلب عليها السرية إلى حد كبير.
  • التغيّر المفاجئ في نمط الحياة.
  • الغياب المتكرر أو الانقطاع عن عمل أو دراسة.
  • تدني الأداء ومستوى الكفاءة.
  • التأخُر خارج المنزل دون داعٍ.
  • صعوبة التركيز والتناسق الحركة.
  • احمرار العينين.
  • أحيانًا ما يُصاب البعض بجنون العظمة.
  • زيادة ضربات القلب.. ومعدل ضغط الدم.
  • أحيانًا ما يُصاب البعض بالتهيج والنشوة الزائدة.
  • الميّل إلى النعاس، والإحساس بالدوخة.
  • ضيق التنفس.
  • الارتباك.. وفقدان الشعور بالألم.

محمد: بلا شك تؤدي تلك الأعراض -إن لم يتم تداركها- إلى مشكلات لا يُحمد عقباها.

معاذ: عادةً إن لم يخضع المدمن إلى خطة علاجية، يؤول به الأمر إلى الموت أو الانتحار.

أمجد: دعوني أخبركم بآثار المخدرات، فقد قرأت عنها مُسبقًا.

  • حدوث مشاكل صحية على المستوى العقلي أو البدني.. والأمر يعتمد على نوع المخدرات المُستخدمة في التعاطي.
  • فقدان الوعي من آنٍ لآخر.
  • الدخول في غيبوبة، ومن ثمّ الموت المفاجئ.. في حالة تناول الجرعة الزائدة.
  • الإصابة بأمراض مناعية أو جنسية مثل الإيدز، من خلال مشاركة الإبر المُستخدمة في التعاطي، أو الدخول في علاقة جنسية على إثر غياب الوعي.
  • التعرض لحوادث السير إبّان القيادة في حالة إدمان.
  • مشكلات أخرى لها أبعاد قانونية، إن لجأ المدمن إلى السرقة أو القتل وأشياء من ذلك القبيل.

اقرأ أيضًا: حوار بين ثلاث أشخاص عن العمل التطوعي

حوار عن علاج إدمان المخدرات والوقاية منه

يصير الحوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات بنّاءً بحق إن تناول الحديث عما يُمكن فعله في حالة الشخص المدمن.

أمجد: أخبرني يا معاذ.. هل تقترحون على الحالات التي تعاني من الإدمان التي تقابلونها بعض الخطط العلاجية؟ وتساعدونهم على العلاج؟

معاذ: بالطبع يا صديقي، فتلك هي قيمة التطوع، أن نُكمِل الأمر معهم إلى نهايته.. فما زال هناك شباب بحاجة إلى الوعي ليزيد إدراكهم عن خطورة الوضع الصحي والنفسي بل والاجتماعي.

محمد: أحيانًا ما يُمكنك نصحهم من الجانب الديني، أليس كذلك؟

معاذ: مؤكد أن حديثنا لا يخلو من الوعظ الديني.. فنعزز في أنفسهم حقيقة الإيمان، وأن الله -سبحانه وتعالى- أمرهم بألا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، وأيّ تهلكة أشد من تلك؟

محمد: كيف يُمكن علاج إدمان المخدرات إذًا؟

معاذ: حسب الحالة تتحدد طرق العلاج، فهي برامج علاجية متعددة إمّا في المشفى أو في العيادات، تنطوي على دورات تعليمية بعلاج داعم لمنع الانتكاسات، علاوةً على المشورة من المستشارين النفسيين.. ويخضع المُدمن إلى تقييم لحالته في إطار زمني محدد.

أمجد: هل تُخبرونهم بطرق الوقاية بعد العلاج.. أقصد حتى لا يعودون للتعاطي مرة ثانية؟

معاذ: تقصد الانتكاس.. نعم، فلا شك أن أفضل طريقة لتناول المخدرات هي عدم تناولها من الأساس، حتى بعض الأدوية الموصوفة وفق استشارة طبية إن وجد الطبيب أن بها مواد مخدرة يجب تناولها بجرعات مقننة آمنة.

أمّا الوقاية من الانتكاسة، فتتسنى من خلال تحجيم النفس عن تكرار الإدمان أو الحنين إليه مرة ثانية، فهو ما يعتمد على الالتزام بالخطة العلاجية مهما كلف الأمر.. واِتباع بعض الآليات.

  • مراقبة الرغبات بشدة، فمن الممكن أن يبدو المُدمن بعد العلاج أنه تعافى، إلا أنه ما زال بحاجة للاستمرار تحت العلاج للبقاء أطول وقت ممكن دون مخدرات.
  • تجنب المواقف الخطرة، أو المحفزات.. فلا تعد إلى صحبة السوء على سبيل المثال.
  • إن وجد المُدمن أن هناك رغبة أن يستخدم المخدرات مرة ثانية، عليه أن يستعين بمشورة أحدهُم من فوره، والتحدث إلى الطبيب المعالج.

لا يوجد مُجتمع بمنأى عن المعاناة من مُشكلة الإدمان والمخدرات، مهما توافرت سُبل المعيشة المواتية، إلا أن الأمر بُرمته يتعلق بمفاهيم الوعي عند الشباب.