شهد الصرح الجامعي حوار بين ثلاث أشخاص عن التقنية تختلف آرائهم بين مؤيد ومعارض للتقنية الحديثة والتكنولوجيا التي نرى تطبيقاتها في شتى نواحي الحياة، دون أدنى شك بأنها استطاعت تغيير المجتمعات بأسرها بإحداث طفرة ملحوظة.. ومن خلال سوبر بابا نوافيكم به.

حوار بين ثلاث أشخاص عن التقنية

عادةً ما يأتي الحوار بثماره الفعالة إن اعتمد على تقبل الرأي الآخر مهما كان الاختلاف.. فها هو الفكر المرن الذي يجب أن يتحلى به طُلاب الجامعات، حتى لا يصير أحدهم عرضة لنمط من التطرف الفكري أو التعصب في الرأي.

فمهما كان بيننا من اختلاف، لا يزال الموضوع مطروح على الساحة يقبل المزيد من الآراء المتفاوتة.. لتقوم الحقائق بدورها بإثبات الرأي الصائب ليلقى النور.

كلما تناقش الطلاب في المُستجدات التي يعاصرونها، كلما كان نقاشهم أكثر جدوى.. حيث يفيدون بعضهم البعض بمختلف المعارف والمعلومات.

عبد الرحمن: مرحبًا يا رفاق، السلام عليكم.

يزيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

آمر: كيف حالك؟

عبد الرحمن: حمدًا لله، سمعتم عن أحدث إصدار لجهاز آيفون؟

يزيد: سمعتُ، ولا أخفيك سرًا لقد سئمت من تلك التقنيات التي لا أعلمُ نهايتها.

آمر: ليس لها نهاية يا صديقي، فنحنُ دائمو التطور والتقدم كلما تقدم العلم، يتقدم معه المجتمع.

عبد الرحمن: لا يقف الأمر إلى حد الهاتف يا رفاق، فكثيرٌ من الأجهزة الحديثة تعتمد على تقنيات لم نكن لنسمع عنها سلفًا.

يزيد: معك حق، ولا أُنكر أن حياتنا أصبحت أكثر تعقيدًا جراء ذلك التقدم التكنولوجي.. إلى الدرجة التي أصبحنا فيها نحنُ معقدون.

آمر: لا تُبالغ، بل أنا أخالفك الرأي، فالتكنولوجيا جعلت حياتنا أسهل، فلا مجال للصعوبات التي كان يواجهها من سبقنا العصر.

عبد الرحمن: كل ما في الأمر من الأسف.. أننا كُلما تقدمنا نسيء استخدام تلك الحداثة، لتُشكلل خللًا في أفكارِنا وتفاعلاتنا وعلاقاتنا كذلك، فقل لي يا آمر، كم مرة تترك هاتفك الخلويّ من يديك باعتباره ذو إمكانيات عالية لتجلس مع أقرانك أو عائلتك؟

يزيد: كل هذا ليس إلا جزءًا من بحر معلومات لا ينتهي نحنُ غارقون فيه كل يوم إثر معرفتنا بمستجدات التكنولوجيا والتقنيات.

آمر: إنَّ مفهوم التقنية هو علم التطبيق، فهي عبارة عن مهارات وأساليب تحقق لنا أهداف، وأبسط شكل لها يأتي في استخدام الأدوات الأساسية أمّا الآن فأصبحنا نسعى لتقليل الحواجز المادية على إثرها، لنكون أكثر تقدُمًا.. فأخبروني كيف يكون لها أضرار؟

عبد الرحمن: لنكون أكثر إنصافًا، فالتقنية الحديثة لها إيجابياتها وسلبياتها على حدٍ سواء.. فقط تتعلق آثارها بمُستخدمها.

آمر: أوافقك الرأي.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن البيئة المدرسية

محادثة عن إيجابيات التقنيات الحديثة

لم ينتهِ الحوار بعد بين ثلاث أشخاص عن التقنية.. فلم يُقنع أحدهم غيره بوجهة نظره، ولم يطرح أي منهما الأدلة على قناعته.

يزيد: قل لي يا آمر، لماذا تُدعم التقنية والتكنولوجيا إلى ذلك الحد؟

عبد الرحمن: لكن كن حياديًا.. فلا تسرد لنا الإيجابيات وفقًا لرؤيتك الذاتية، بل أخبرني بالإيجابيات التي تراها في العموم.

آمر: بالطبع يا صديقي، كما أنها إيجابيات واضحة أمام العيان، فلا أذكرها محض فراغ.. دعوني أخبركم إيّاها:

  • كفاكم بتقنية التعلم عن بُعد، التي أتاحت للدول التعامل مع المُستجدات الطارئة -كحالة انتشار فيروس كورونا- على أفضل نحو لاستكمال سير العملية التعليمية.
  • في كل ما نستخدمه نجد أثرًا جليًّا للتكنولوجيا.. الكهرباء، والميكانيكا وغيرها كلها أصبحت رقمية.
  • يُمكن من خلال بعض التقنيات متابعة ما يحدث في العالم، مما يُثري من حصيلتك المعرفية.. ويزيد الوعي لديك.
  • إنتاجية الأعمال تكون على نحو أكثر دِقة وكفاءة.. وهكذا يتجلى أثر التقنيات الحديثة.
  • إن كان هناك مجالًا للخطأ الإنساني في أي من المصانع أو الأعمال، فأصبح مستحيلًا في ظل تفاديه بالاعتماد على الآلات الحديثة.
  • التقنية لها آثار ملحوظة في مجال المال والأعمال.
  • بالنظر إلى الجانب الإنساني، ثمَّة تقنيات تُساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، وتيسر عليهم كثير من المهام.
  • التواصل مع الأهل والأصدقاء في الغربة أو عند السفر أصبح يسيرًا من خلال التطبيقات.
  • العالم بأسرِه أصبح غرفة واحدة يسهل التواصل بين أفراده.
  • العالم الرقميّ الإلكتروني أتاح الكثير من التسهيلات للمواطنين للحصول على الخدمات.

يزيد: أظنُّ أن تلك الإيجابيات إن وُجدت فهي نقطة صغيرة في بحر من السلبيات، الذي لا تعرف أغواره، إنما قلة الوعي عند البعض تجعلهم ناظرين إلى السلبيات فحسب، دونما التطرق إلى إفادة ما كما تذكر.

عبد الرحمن: لكنني أرى أنها إيجابيات بالفعل، وملحوظة في كافة الميادين، لولاها لِما شهدنا كثير من التقدم في كثير من المجالات.

اقرأ أيضًا: حوار عن الإنترنت بين شخصين

حوار عن سلبيات استخدام التقنيات الحديثة

إنّ الحوار بين الأشخاص عن التقنية يجب أن يُذكر فيه الرأي والرأي الآخر.. وكما طُرحت أهم مميزات التقنيات والتكنولوجيا، للطرف الآخر أحقية سرد العيوب والسلبيات من ورائها.

آمر: أعلمُ أنه على الرغم مما ذكرته من مميزات، إلا أن هناك عيوبًا لا زالت واضحة يُعاني منها البعض.

يزيد: دعني أخبرك بما أراه من العيوب المتفاقمة، والتي أعتقد أنها لا تقتصر على وجهة نظري المحدودة.. فهناك المزيد من السلبيات التي لم أعلمها بعد.

عبد الرحمن: أرى أن أجلّ العيوب وأوضحها هو الهوس الملحوظ في استخدام الإنترنت.. مساحات كبيرة من الوقت المُهدر في التطلع إلى كل ما هو جديد في عالم التقنية.

يزيد: يا صديقي الأمر يتجاوز ذلك.. ليصل إلى الإصابة بأمراض خطيرة نفسية وبدنية على إثر تلك التقنيات، إن لم نكن نبتعد عن الفطرة تدريجيًا، فبدلًا من أن نستغل الوقت نضيعه دون جدوى.. ونلقي بأيدينا في التهلكة، دعوني أخبركم بأهم السلبيات:

  • التأثير على سيكولوجية البشر في العواطف، فعلى سبيل المثال ألعاب العنف لا ينجم عنها إلا السلوك العدائي للطفل.
  • كثيرٌ من التضليل والزيف في الأخبار المتلقاة والمسموعة، لنجد أنفسنا ضيقي الأُفق لا نرى المعنى الأعمق، على إثر هذا التضليل.
  • تغيير منهجية الإنسان.. يُعاني من العزلة، ولا يبذل مجهودًا قط، فقد أصبح كل شيء مُقدم له على طبق من ذهب، حتى عمله.
  • يسعى البعض إلى إثبات ذواتهم من عالم افتراضي بحت.. وما إن واجهوا الواقع صُدموا بأنهم أصحاب شخصيات هشّة لا تقوى على المواجهة المُباشرة.
  • الإدمان.. وكفانا به عيبًا ملحوظًا إثر استخدام التقنيات الحديثة، وهو ناجم عن العزلة والوحدة وقلة التواصل مع الآخرين علاوةً على غياب التفاعل والعلاقات.
  • الخمول والكسل والاتكالية وعدم الرغبة في الإنجاز.
  • زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية، وارتفاع معدلات التلوث السمعي والبصري والأنواع الأخرى.
  • زيادة العبء المادي كُلما أصبحنا بصدد التقنيات الأكثر حداثة.. وهو واقع في المقام الأول على كاهل ربّ الأسرة الراغب في تلبية احتياجات أبنائِه المُصرّين على مواكبة العصر.
  • فجواتٌ عميقة تحدث في العلاقات بسبب الحواجز التي وضعها العالم الافتراضي متحججًا بأنه وسيلة للتواصل.
  • ناهيك عن تأثير استخدام تلك التقنيات على الساعة البيولوجية لمُستخدمها.. على إثر عادات السهر.

اقرأ أيضًا: حوار مختصر بين شخصين عن مواقع التواصل الاجتماعي

نصائح لاستخدام التكنولوجيا بشكل سليم

يُكلل الحوار بين ثلاثة أشخاص عن التقنية ببعض النصائح، فبعد التطرق إلى الإيجابيات والسلبيات يُمكن معرفة كيف نُحجم من تلك السلبيات.. وهنا تكمُن أهمية الحوار.

آمر: حسنًا يا صديقي لا أستطيع أن أُنكر أن تلك الآثار التي تحدثت عنها سلبية بالفعل، وستظل في تفاقم إن أساء البعض استخدام التقنيات.

يزيد: هذا ما أراه، فأنا لا أُعارض الطفرة في التقدم، فهو ما سنؤول إليه حتمًا كلما تطورت المجتمعات، لكن ما أعترض عليه هو سوء الاستخدام والتعامل مع تلك التقنيات لاسيمًا الأكثر حداثة.

عبد الرحمن: هلّا أخبرتكم ببعض الإرشادات التي يُمكن أن نتبعها أو ننصح بها للحد من الآثار السلبية للتقنيات الحديثة.

  • محاولة مراقبة عادات المكوث أمام الأجهزة الحديثة وقت طويل، وتغييرها.
  • إدارة تشتيت الانتباه لتكون أكثر إنتاجية، وتوقف إضاعة الوقت.
  • عدم التطرق إلى تقنيات حديثة بإمكانيات لا تحتاجها.
  • عدم استخدام التكنولوجيا الضارة التي تنتج عنها ملوثات، فلا طائل من ورائها.
  • تعلم البحث عن معلومات صحيحة من مصادر موثوقة، وعدم السير وراء كل ما هو كاذب دون تفنيد.
  • استخدام التقنيات بما يتناسب مع المصالح والاحتياجات فحسب.
  • التحكم في استخدام التكنولوجيا بشكل عام والإنترنت بشكل خاص.

يزيد: فيما يعني أن نُطبق المهارات التي تفرضها علينا التقنيات فيما يُفيد فحسب، لمساعدتنا في متطلبات الحياة اليومية التي تختلف بمرور الوقت.

آمر: كان حوارنا مُثمرًا لي يا رفاق، وقد استفدت حقًا، دمتم بخير.

لا شك أن هُناك بصمة ملحوظة للتقنيات في كل المجالات.. إنّها ضرورة أصبحت مُلحة، ولا مجال للزهد عن استخدامها، فقط مع مُراعاة شروط وضوابط.