حوار بين ثلاث أشخاص عن التدخين قد يكون له أثره في إقلاع أحدهم عن التدخين، والاقتناع بأضراره على النفس والصحة، فكيف يُمكن يكون سببًا في ذلك؟ فجميعنا نعلم جيدًا أن تلك العادة تعود على الصحة بآثار جسيمة قد تؤدي إلى الوفاة، ومن خلال موقع سوبر بابا سنجني ثمار الحديث عن أضرار التدخين.

حوار بين ثلاث أشخاص عن التدخين

قد يكون الحوار مثمر إن كان حوارًا بنّاءً، وقد لا يأتي بثماره إن لم يؤتى بشكل صحيح، ومن خلال حوار هذا الحوار سنعلم تفصيلًا ما هي أضراره وكيفية الإقلاع عنه وموقف الإسلام منه، وأبطال هذا الحوار هم أحمد وصديقاه عليّ ومحمد.

أحمد: مرحبا يا أصدقاء، لقد جمعتكم اليوم وأريد التحدث معكما في أمر هام.

عليَ: لعله خير يا أحمد

أحمد: خير إن شاء الله، لقد وصل إلى مسامعي حديث عابر بينك وبين محمد تتحدثون فيه عن فضولكم حول التدخين وأنكما تريدان خوض التجربة بنفسيكما.

محمد: ولماذا أنت منزعجُ بهذا الشكل، كل ما في الأمر أنه فضول، فما الضرر من ذلك؟

عليّ: أجل، ما الضرر من خوض التجربة والاستجابة لفضولنا!

أحمد: بالطبع لا ضرر من إرضاء الفضول وخوض التجارب في الحياة ما دمنا أحياءً، لكن لا يُمكن ذلك في أمر تتضرر منه النفس، فالتدخين له من المساوئ والأضرار ما لا حصر لها والتي تعود على الشخص بالسالب.

محمد: أراك تبالغ، كل ما في الأمر أنه دخان والكثيرون حولنا يدخنون ويعيشون معنا إلى الآن.

عليّ: نعم معك حق يا مُحمد.

أحمد: حسنٌ فلتسمعوني جيدًا، وسأُخبركم ما هو الحكم الشرعي للتدخين.

اقرأ أيضًا: حوار بين ثلاث أشخاص عن المخدرات

موقف الإسلام من التدخين   

الشريعة الإسلامية شريعة سمحة، لا تأمرنا بشيء أو تنهانا عن آخر إلا لحكمة ومصلحة إما لدفع ضرر عن الناس أو لجلب منفعة لهم، وقد تجث الإسلام عن التدخين وحكمه في الشرع، ومن خلال حوار بين ثلاث أشخاص عن التدخين سنرى رأي الشرع فيه بشيء من التفصيل.

أحمد: لقد أجمع علماء الفقه على أن التدخين حرام شرعًا، وذلك لما يشتمل عليه من الأضرار والمفاسد العظيمة، التي لا تعود بالضرر على المدخن فحسب؛ بل على من حوله وكل من يجلس جواره.

دلّ على حرمتها الكثير من الآيات والأحاديث، فقد قال الله تعالى في القرآن في سورة الأعراف: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ (157)”، وقال تعالي: “ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكم إنَّ اللَّهَ كانَ بِكم رَحِيمًا” [النساء ٢٩]

فالله عز وجل يخبرنا هنا أن كل طيب حلال وكل خبيث فهو حرام، ولا شط أن الدخان ليس من الطيبات فكل عاقل يُقرُّ بهذا، فإذا هو من الخبائث التي حرمها الله عز وجل، وأن كل شيء يؤدي لهلاك النفس فهو أمر محرم وبما أن التدخين له أضراره النفسية والجسدية فهو إذا أمر محرم شرعًا لأن فيه قتل للنفس.

عليّ: لم أكن أعرف حرمتها، ظننت الأمر متوقف على الأضرار البدنية فحسب.

محمد: هل هناك أحاديث أيضًا دلّت على تحريم التدخين؟

أحمد: بالطبع، هناك أحاديث كثيرة دلت على تحريمه منها: عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ” لا ضَررَ ولا ضِرارَ

حديث صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنِّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَك، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً

فالنبي يأمرنا بعدم أضرار النفس بأي شكل من الأشكال، وبما أنّ التدخين له أثره في هلاك النفس فهو أمر محرم ويجب الابتعاد عنه، وبين الفرق بين جليس السوء الذي شبهه بنافخ الكير الذي تخرج منه ريح كريهة والجليس الصالح بحامل المسك التي تفوح رائحته فيمكننا أن نقيس على ذلك التدخين في أنه لا تخرج منه ريحًا طيبة.

اقرأ أيضًا: حوار عن البيئة بين 3 أشخاص

أضرار التدخين الجسدية والنفسية

عليّ: بارك الله فيك يا أحمد فقد أوضحت لنا الحكم بشكل مفصل وأعلمتنا بأمر كنا نجهله، لكنك لم تخبرنا بعد بأضراره على الجسد والنفس.

أحمد: وفيك بارك الله، حسن سأخبركم الآن بأضراره على الصحة والنفس.

قد أُجريت العديد من الأبحاث والدراسات والتي أثبتت جميعها الأضرار العظيمة التي يمكن للتدخين تركها في النفس والجسم والتي منها:

  • أضرار التدخين على الجهاز التنفسي كحدوث انتفاخ الرئتين، وسرطان الرئة، من الأضرار العظيمة التي يمكن للتدخين التسبب فيها، بالإضافة إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن.
  • أضرار التدخين على الجهاز الهضمي.. فالتدخين قد يكون سبباً في الإصابة بالعديد من السرطانات الخطيرة جداً كسرطان الفم والمريء وسرطان الحنجرة والحلق وسرطان البنكرياس وغيرها.
  • الإصابة بوساوس وأوهام قد تصل حد الجنون في بعض الأحيان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن التدخين يجفف الدماغ وهذا ما أوضحوه بعض الأطباء.
  • الإدمان: فعندما يتعاطى الجسم مادة النيكوتين والتي تتواجد ضمن محتويات السيجار بشكل دائم ومستمر فيعتاد الجسد على تلك المواد حتى أنه يصل حد الإدمان، ومن ثم تبدأ أعراض تلك المادة على الجسم بشكل ملحوظ عند نقصها أو التقليل منها فيتعرص الشخص للصداع الشديد وزيادة في الوزن وبالتالي يُكثر من وجود تلك المادة في جسده لأنها تحسن من حالته النفسية.
  • قد أوضحت بعض الدراسات التي أُقيمت بأن نسبة ذكاء المدخنين أقل من غيرهم وأثبتت ضعف ذاكرتهم عن غيرهم من غير المدخنين فيعرقل الدماغ ويُعوقه عن أداء مهامه بشكل صحيح.

محمد: كل تلك الأضرار يسببها التدخين!

على: أرأيت كنا نظن الأمر تسلية والحال أن من يقع في ذلك الفخ فإنه يصعب عليه التعافي منه.

أحمد: أجل إنه كذلك بكل أسف.

اقرأ أيضًا: حوار عن الطبيعة بين شخصين

كيفية الإقلاع عن التدخين

التدخين أمر سيء للغاية لكن لحسن الحظ أنه يمكنك الكف عنه، فقط عليك التحلي بالصبر والكثير من العزيمة والإصرار حتى تطرد شبح التدخين من جسدك.

أحمد: على الرغم من ذلك لازال أمام أولئك المدخنين فرصة للإقلاع عن التدخين والتحلي بحياة صحية جيدة وبحالة ترضي الله عز وجل.

محمد: وكيف يمكن لمن اعتاد التدخين الإقلاع عنه إذا؟

عليّ: توّا كنت سأسأله عن ذلك.

أحمد: الحل في اتباع بعض الخطوات التي يمكنها أن تساعد المدخنين بشكل كبير في التوقف عن التدخين والتي تتلخص فيما يلي:

  • الرجوع إلى الله والتوبة والعزم على عدم الرجوع لذلك الذنب وطلب المعونة من الله.
  • المواظبة على الصلوات الخمس فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
  • التثقيف والقراءة عن أضرار التدخين الجسيمة.
  • الابتعاد عن صحبة السوء من المدخنين وعدم مجالستهم أو مخالطتهم.
  • العزيمة وقوة الإرادة وعقد العزم على ترك التدخين.
  • معرفة أنه مجرد نزوة سرعان ما تزول ويصاحبها عواقب وخيمة.

عليّ: بارك الله فيك يا أحمد وأنفعك بما تعلم.

محمد: الآن وضحت رؤيتي.

أحمد: وفيكم بارك الله، وحفظني الله وإياكم من كل سوء.

التدخين ما هو إلا متعة لحظية سرعان ما تتحول إلا نقمة على الإنسان ما إن ترك جسده لها، فإن كان قد احتال جسدتك، فاحمل عزيمتك وحاربهُ بقلب صبور.