صنع الحوار بين الشمس والقمر والكواكب هو خير مثال توضيحي للطلاب لبعض المعلومات التي يدرسونها خلال فترة التعليم المبكرة، في سياق شيق وممتع ومناسب لجميع الأعمار، والذي نتطرق من خلاله إلى بعض الخصائص التي يتميز بها كل من الشمس والقمر والكواكب.. من خلال موقع سوبر بابا.

حوار بين الشمس والقمر والكواكب

ماذا لو تقابل القمر والكواكب في ضيافة الشمس يومًا ما وبدأوا جميعًا في تجاذب أطراف الحديث ليوضح كل منهم خصائصه، وما يميزه.. فلنتعرف سويًا ما هي العلاقة التي تربطهم ببعضهم البعض بتخيل هذا الحوار الممتع.

الشمس ودورها في النظام الشمسي

لعلّ الحوار يأتي بثماره إن بدأ بالحديث عن أكبر النجوم وأهمها.. كما أن النمط الحواري يأتي بطابع تعريفي لكل عنصر على حدا.. فنترك لهم الفرصة في التعريف المُستفيض.

الشمس: أهلًا بكم يا رفاق في هذا اللقاء الرائع الذي نادرًا ما يحدث، فليحدثنا كل منكم عن نفسه في البداية ليتعرف عليه الجميع.. ولأبدأ أنا بنفسي.

  • أنا الشمس مكاني هو مركز النظام الشمسي، وأعتبر نفسي واحدةً من أهم مصادر الطاقة في الحياة على سطح الكرة الأرضية.
  • قد خلقني الله في شكل كروي، ويصل قطري إلى 1,392,700 كم، وكتلتي تساوي 1.989E30 kg.
  • أتكون بشكل أساسي من عنصر الهيدروجين، والهيليوم مع نسب قليلة من عناصر الأكسجين، والكربون، والنيون، والحديد.
  • أشكل ما نسبته 99.86% من مجموع كتلة النظام الشمسي.
  • تتكون ثلاثة أرباع كتلتي من عنصر الهيدروجين.

اقرأ أيضًا: حوار عن الطبيعة بين شخصين

كوكب عطارد

الجميع يعرفني بكوكب عطارد وأنا أقرب الكواكب لكي يا شمس.

  • يتكون جسمي من عدة عناصر ثقيلة مثل الحديد، والذي يتكون منه ثلاثة أرباع كتلتي.
  • أما الغازات الخفيفة فإنها تبخرت من على سطحي بسبب حرارة الشمس العالية، الأمر الذي جعل مظهري يبدو صغيرًا من ناحية الحجم، ولكنه كبيرًا من ناحية الكثافة.
  • إذ أن كثافتي قريبة منكي يا أرض.. وتغطى النواة الحديدية التي بداخلي بقشرة من الصخور البركانية، والتي يصل قطرها إلى حوالي 600 كم.
  • تتشابه المعالم السطحية لي معك يا قمر الأرض.. ويميز سطحي حوضًا مميزًا يعرف باسم كالوريس.. والذي يمتد إلى مسافة ألف وثلاثمائة وخمسون كيلو متر.
  • من حولي مجموعة من السلاسل، تلك التي تعتبر من أهم المعالم التي تميزني.. لكني لا أملك غلافًا غازيًا يحميني.

الشمس: عرفت عنك الكثير يا عطارد.. فأنت أقرب الكواكب مني، والآن عرفنا بنفسك يا كوكب الزهرة!

الكوكب الذي يراه سكان الأرض بالعين المجردة

كوكب الزهرة: ترتيبي هو الثاني قربًا من الشمس، وأنا كوكب ترابي مثلك يا عطارد أنت والمريخ، وأشبهك يا كوكب الأرض من حيث الحجم والتركيب.

  • تعود تسميتي بهذا الاسم إلى سطوعي ورؤيتي من على سطحك يا كوكب الارض.. والسر في ذلك هو انعكاس كمية كبيرة من ضوء الشمس عني بسبب كثافة غلافي الجوي.
  • أنا أبعد عنك يا شمس بحوالي 108 مليون كيلومتر، ولذلك يمكن رؤيتي من على سطح الأرض قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير.
  • يطلقون عليّ أحيانًا تسمية نجم الصباح أو نجم المساء.
  • عند ظهوري في تلك الفترة أكون أسطع كجسم مضيء في السماء.. ويتميز موقعي بظاهرة العبور.

مظاهر قدرة الله في خلق الحياة على الأرض

الأرض: أما أنا فقد اختارني الله سبحانه وتعالي وميزني عنكم أصدقائي بالمجموعة الشمسية، بأن خصني بجميع الظروف الملائمة للحياة لجميع الكائنات.

فأنا أحتوي على القشرة واللب ودرجة الحرارة، وعلاقتي بالشمس والقمر وغلافي الجوي ما سمحت بظهور جميع أشكال الحياة على سطحي وفقًا لإرادة الله.

الشمس: أخبرنا إذًا عن مظاهر قدرة الله في تهيئة ظروف الحياة على سطحك يا كوكب الأرض.

1- القشرة الأرضية

  • يمكن تشبيه قشرتي بقشر البيض الهش والخفيف والذي يختلف تمامًا عما هو بداخلي.
  • تتكون القشرة من عناصر خفيفة نسبيًا؛ كالسيليكا، والألومنيوم، والأكسجين.
  • أما فيما يخص سماكتي فأنا لديّ سماكة متغيرة؛ قد تصل إلى 5 كيلومتر تحت المحيطات.
  • بينما قد تتراوح ما بين 30-70 كيلومتر تحت القارات.
  • تتكون قشرتي من صفائح تعرف باسم الصفائح التكتونية والتي تضم كذلك الجزء العلوي من الستار، وتشبه في شكلها قطع لوح الألغاز.. لكنها متحركة بسرعة خفيفة بمعدل 3-5 سنتيمتر في السنة مسببة الزلازل والبراكين على سطحي بسبب اصطدامها ببعضها البعض!

2- درجة الحرارة

  • يمكن للكائنات الحية العيش ضمن درجة حرارتي، والتي تتراوح ما بين – 15 درجة مئوية إلى 115 درجة مئوية.
  • فمن حكمة الله أن درجات الحرارة الأقل من ذلك، ستبطئ من تفاعل المواد الكيميائية اللازمة للحياة على سطحي.. والتي سوف تجمد المياه السائلة الموجودة على سطحي مما سيجعل الحياة صعبة على الكائنات الحية.
  • أما إذا تخطت درجة حرارتي المائة والخمسة وعشرون درجة سوف تتفكك عندها جزيئات البروتين والكربوهيدرات والحمض النووي أيضّا بالإضافة إلى تبخر الماء، والذي سوف يجعل الحياة مستحيلة بالنسبة لأغلب الكائنات الحية.

3- البعد عن الشمس

  • تعد المسافة التي تفصل بيني وبينك يا شمس من آيات عظمة الله في خلقه.
  • هذه المسافة المحسوبة بدقة جعل منك مصدر الطاقة الأول لي، بل إنك سببًا رئيسيًا في وجود الحياة على سطحي.

الشمس: أعلم ذلك.. لأن ضوئي الساقط على النباتات يساعد في عملية البناء الضوئي المهمة لإنتاج الغذاء والأكسجين.

الأرض: بالفعل، وتعتمد معظم الكائنات من سكاني على الغذاء والمواد الناتجة بفعل هذه العملية، ولكن هناك مصادر أخرى كثيرة للطاقة والتي وفرها الله سبحانه وتعالى بحسب اختلاف النظام البيئي والطبيعي على سطحي.

4- لب الأرض

  • ما يميزني أيضًا هو اللب الذي أحتويه بداخلي وهو كروي الشكل.
  • ينقسم إلى قسمين؛ الخارجي البالغ سمكه ألفين ومائتين كيلو متر، وهو عبارة عن مزيج بين النيكل والحديد.. بدرجة حرارة تتخطى الأربعة آلاف وخمسمائة درجة مئوية.
  • ما يميز هذه المعادن أنها تتصف بلزوجة منخفضة، وسهلة التشكيل، مما يمكنها من الحفاظ على مجالي المغناطيسي.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الدراسة والتعليم كامل

هل للقمر دور في استقرار الحياة على سطح الأرض؟

القمر: لا تنسين دوري يا أرض.. فأنا المسؤول عن الحفاظ على استقرار دورانك من خلال منع الحركة الجذرية لأقطابك.

التي بدورها مسؤولة عن التغييرات الكبيرة في الطقس والمناخ، فلولا دوري في الحفاظ على الاستقرار المناخي لما نشأت أو تطورت الحياة عليك!

كما أساهم في حدوث ظاهرتي المد والجزر اللتين كانتا مسؤولتين عن نقل الحياة المبكرة في رأي العلماء من المحيط إلى اليابسة.

الشمس: عندك حق يا قمر.. فلا أحد ينكر دورك في استقرار الحياة على كوكب الأرض.

الآن بعد أن عرفنا دور القمر فلتعرف نفسك يا رابع الكواكب!

كوكب المريخ.. الكوكب الأحمر

المريخ: حسنًا يا شمس، أنا رابع الكواكب بعدًا عنك في النظام الشمسي.

  • أنا ثاني أصغر الكواكب بعد عطارد.
  • أبعد أكثر من 228 مليون كلم (142 مليون ميل) عنك يا شمس.
  • يبلغ حجمي نحو نصف حجمك يا أرض.
  • يبلغ قطري نحو 6800 كم.

ما يميز المشتري غير ضخامة حجمه

الشمس: لم أنساك في حديثي يا أكبر الكواكب.. لك دورك الآن.

المشتري: أنا أحتل المرتبة الخامسة من حيث البعد عنك يا شمس.

  • أعتبر أكبر الكواكب.
  • يبلغ قطري مائة وثلاثة وأربعين ألف كيلومتر وذلك عند خط الاستواء.
  • قد تم تسميتي بذلك الاسم من قبل الرومان تخليدًا لأحد آلهتهم.
  • يتكوّن غلافي من الهيدروجين والهيليوم.

الشمس: كان هذا مختصرًا يا مشترى.. لكنه كافيًا، والآن دورك يا زحل!

ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي

زحل: أنا سادس كوكب بُعدًا عنك يا شمس، وثاني أكبر كوكب في المجموعة بعد المشترى.

  • كوكب عملاق غازي متكون من الهيدروجين.
  • ليس لي سطح صُلْب.
  • يبلغ متوسط نصف قطري حوالي تسعة أضعاف ونصف قطرك يا أرض.
  • أكثر ما يميزني حلقاتي البارزة، والتي تتكون من جزيئات الجليد الممزوجة بكمية من الصخور المحطمة والغبار.
  • كما يميزني أقماري الكثيرة فلديّ على الأقل 82 قمرًا تدور حولي تم تسمية 53 منها من قبل علماء الأرض.
  • يعد تيتان من أكبر أقماري.

أورانوس يتحدث عن نفسه

أورانوس: الآن حان دوري.. فأنا سابع الكواكب بعدًا عنك يا شمس.

  • إذ أبعد عنك مسافة تبلغ نحو 2.9 مليار كم.
  • يُمكن مُشاهدتي بالعين المُجرّدة من فوق سطح الأرض.
  • كما أحتلّ المرتبة الرابعة من حيث الكتلة مقارنة بباقي كواكب المجموعة.
  • إذ تبلغ كتلتي 86.813*2410كجم
  • ما يميزني أيضًا هو الحجم الضخم الذي يصل إلى أربعة أضعاف حجمك يا أرض!

الشمس: هكذا جاء دور أبعد الكواكب عني.. هيا يا نيبتون عرفنا بنفسك!

اقرا أيضًا: حوار بين شخصين عن التكنولوجيا

ماذا لو تحدث أبعد الكواكب عن الشمس؟

نبتون: أعتبر ثالثكم من حيث الضخامة ومكاني بينكم هو الثامن بعدًا عن الشمس.

  • قد تم تصنيفي على أنني الكوكب الأبعد عن الشمس عندما تم اعتبار بلوتو قزمًا وذلك عام الألفين وستة بتقويم الأرض.
  • كما أحتل الترتيب الرابع من حيث الحجم.
  • تصل كتلتي إلى حوالي 17 ضعفًا من كتلتك يا كوكب الأرض.. لذا أُعتبر أكثر ضخامةً منك يا أورانوس.

كان هذا تصورًا للحوار بين أعضاء المجموعة الشمسية ليعرفنا كل منهم بخصائصه وعلاقته بالآخر.. فسبحان الله الذي له خلق الكون بدقة محكمة.