حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي يعد من الأمور التي يأثم المسلم عند فعلها، حيث إن الزكاة من الأمور الأساسية في الإسلام وهي الركن الثالث من اركانه وفرضها الله في أوقات مقربة إليه ومحبب للقيام بالعبادات، ومن خلال موقع سوبر بابا سنقدم لكم حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي، مع عرض تفاصيل أخرى هامة.

حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي

من المعروف أن الزكاة من الأركان الأساسية للإسلام في الركن الثالث بعد نطاق الشهادتين وإقامة الصلاة، وجعلها الله في الركن الثالث نظرًا لأهميتها، فهي من فروض العين الواجبة على كل مسلم، وعند الحديث عن حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي فهذا الأمر لا يجوز شرعا باتفاق الأئمة والفقهاء.

فإذا أخر المسلم إخراج الزكاة عن موعدها الأصلي الذي حدده الله عز وجل بدون عذر شرعي فيعد آثم؛ لان الزكاة من الأمور الواجب على كل مسلم أن يؤديها حينما يأتي وقتها على الفور.

حدد الله وقت لإخراج الزكاة وهو عند مرور عام كامل على الشيء الذي يتم إخراج الزكاة عليه مثل الذهب أو المال بشرط أن يكون بلغ النصاب أي القدر الواجب للزكاة، والموعد الذي حدده الله لإخراج الزكاة هو شهر جمادى الأول.

لا يجوز أن يؤخر المسلم إخراج الزكاة عن هذا الوقت إلا لعذر شرعي، مثل عدم وجود الفقراء والمساكين الذي يرد أن يعطيهم قيمة الزكاة، أو في حالة عدم توفر المال، أو عدم القدرة على توصيل المال على من يستحقه.

في بعض الأحيان قد يُفضل الناس تأخير الزكاة حتى يقوموا بإخراجها في شهر رمضان، وهذا الأمر ايضًا لا يجوز إلا في حالة واحدة وهي إذا كانت المدة قصيرة أي على سبيل المثال في حال كان تمام الحول على الأموال أو الذهب في فترة النصف من شهر شعبان، ففي هذه الحالة لا بئس من تأخيرها إلى شهر رمضان.

اقرأ أيضًا: استمارة إعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية

آراء العلماء في وقت إخراج الزكاة

بناءً على ما اتفق عليه العلماء والفقهاء في مسائل الزكاة فإنه في حالة كان إتمام الحول في شهر رجب لا يجوز أن يؤخرها على شهر رمضان، بل من الواجب أن يقوم بأدائها في شهر رجب كما هي.

أما لو كان إتمام حولها في شهر المحرم لا بد أن يؤديها في المحرم ولا يؤخرها على شهر رمضان، وفي حال كان إتمام الحول في رمضان يخرجها في رمضان، ولا بأس أن يقدمها عن وقتها في حال كان هناك فاقة على المسلمين.

في حالة أخر الشخص إخراج الزكاة حتى يقوم بإخراجها في شهر رمضان ظنا منه أن الثواب سيكون أكبر ففي هذه الحالة هو جاهل بالشروط الواجبة لأداء الزكاة وفي هذه الحالة لا أثم عليه… والله أعلم.

في حالة تأخر المسلم على إخراج الزكاة في مواعيدها المحددة بسبب جهل منه بشروط الزكاة، فعليه أن يتوب إلى الله، ويبادر في إخراج الزكاة، ولا ينتظر إلى الحول القادم، وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) [البقرة: 43].

الأمر المطلق أي المتفق عليه عند علماء الأصول في هذه المسألة أن يقوم المسلم بأداء الزكاة على الفور عند حضور موعدها.

ما هي الأمور الواجب فيها إخراج الزكاة؟

استمرارًا لحديثنا عن حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي، هناك العديد من الأمور الواجب على المسلم أن يقوم بإخراج الزكاة عليها، ومن خلال النقاط التالية سوف نقدمها لكم:

  • تجب الزكاة على المال المدخر من الراتب عندما يبلغ هذا المال النصاب على أن يمر عليه عام كامل.
  • من الأمور الواجب عليها الزكاة هو المال المدخر لأجل الزواج أو السفر، أو من أجل بناء المسكن، وغير ذلك من الأمور على أن يبلغ النصاب ويمر عليه حول كامل.
  • وجبت الزكاة على المعادن المختلفة مثل الذهب والفضة أو العُمل الفضية أو العُمل الورقية على أن يمر على هذا المال عام كامل.
  • من الممكن أن يكون المال موجود في البنوك أو في البين أو في أي مكان أخرى من الضروري إخراج الزكاة على هذه الأموال أيضا في حال بلغت النصاب ومر عليها حول كامل.
  • الزكاة فرض على جميع الأموال سواء كانت مخزنة أو غير مخزنة، وسواء كانت بالعملة المصرية أو السعودي أو الأمريكية أو أي عملة أخرى، شرط أن تبلغ النصاب ويمر عليها حول كامل.
  • في حال الاحتفاظ بالمال ليس لأمر التجارة ولكن وضعها في البنك للاستفادة من أرباحها لا يجب عليك إخراج الزكاة على رأس المال بل إخراج الزكاة على الأرباح التي تعود عليك من هذا المال، شرط أن يمر عليها حول كامل، وتكون قد بلغت النصاب.
  • في حالة توفير المال من أجل إيجار للعقار، في هذه الحالة ليست الزكاة واجبة على هذا المال، أم في حالة توفير المال من الحصول على أجرة الإيجار في هذه الحالة عليه الزكاة.

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

الأشخاص المستحقين للزكاة

في إطار الحديث عن حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي، حدد الله الأشخاص الذين تعطى لهم الزكاة، حيث إن الزكاة من أعدل الصور في الشريعة الإسلامية، وقد أوجبها الله عز وجل على فئة معينة من الناس وهو مستحقي الزكاة، وهم ثمان فئات، وقد اوضحهم الله عز وجل من خلال كتابه الكريم، يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 60].

إذا فقد حدد الله إعطاء الزكاة لثمان فئات وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، ومن خلال الفقرات التالية سوف نوضح لكم الوصف المحدد لهذه الفئات.

1-الفقراء والمساكين

تعددت واختلفت آراء العلماء حول الحالة التي يكون عليها الفقير والمسكين، فالفقير عند المذهب الشافعية ومذهب الحنابلة هو الأكثر حاجة إلى الزكاة من المسكين، ويستندون في رأيهم هذا على قول الله تعالى في كتابه الكريم: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) [الكهف: 79].

أما عند مذهب الحنفية والمالكية فحاجة المسكين أكثر من حاجة الفقير، واستدلوا على رأيهم هذه أيضا من كتاب الله عز وجل، حيث يقول الله عز وجل: (أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد: 16] ففي الآية دليل على الحالة الصعبة التي يعاني منها المسكين وهي استلقائه على التراب من شدة الجوع.

2- العاملون عليها

هم الجُباة الذين يعملون على جمع أموال الزكاة، والحافظون لها، الذين يقومون على توزيعها على مستحقيها.

3- المؤلفة قلوبهم

هذه الفئة تضم المسلمين وغير المسلمين، من الممكن أن يكونوا من أعزاء القوم وأشرافهم، ففي حالة كانت الزكاة إلى غير المسلم يكون ذلك لدفع المضرة أو بغرض دخوله في الإسلام، أما في حالة إعطاء الزكاة للمسلم يكون ذلك من جهة الإحسان إليه.

4- في الرقاب والعبيد

في الرقاب والعبيد هم الأشخاص الذين كان يتم بيعهم قديما في أسواق العبيد حتى يقوموا على خدمة الأسياد، فهم من الأشخاص المستحقين للزكاة من خلال قيام المسلم بعتق رقابهم.

5- الغارمون

الأشخاص الغارمون هم الأشخاص الذين تراكمت عليهم الديون فليس لديهم القدرة على تسديها، ففي هذه الحالة يقوم المسلم بإعطائهم الزكاة حتى يتم تسديد تلك الديون.

من الممكن أن يكون شخص غارم من أجل إصلاح عائلتين أو قبيلتين في هذه الحالة يتم دفع الزكاة لسد هذا الدين، أنه ليس شرطا أن يكون الدين دين الشخص الغارم بصورة شخصية.

6- المجاهدون

من الممكن أن يتم إعطاء الزكاة للأشخاص التي تستعد للحرب أو للجهاد في سبيل الله، ومن الممكن أن يدخل في هذه الفئة الدعاة إلى الدين الإسلامي.

7- ابن السبيل

هو الشخص المسافر الذي لا يملك من المال أو الطعام ما يمكنه من إتمام سفره، أو من العودة إلى بلده مرة أخرى، ففي هذه الحالة يعطى المال لهذا الشخص حتى وإن كان من الأغنياء في قومه.

اقرأ أيضًا: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل

من هم غير المستحقين للزكاة؟

استكمالا لحديثنا عن حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي، فإن هناك العديد من الفئات التي لا يجوز إعطاء الزكاة لها، ومن خلال النقاط التالية سوف نوضحها لكم، وهي:

  • غير المسلمين غير فئة المؤلفة قلوبهم، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، عن ابن عربي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فإن هم أطاعوا لذلكَ فأَعْلِمْهُم أنَّ اللهَ افترضَ عليهم صدقةً في أموالِهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتُرَدُّ على فقرائِهم” حديث صحيح.
  • أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقول النبي عن عبد المطلب بن ربيعة إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ وقالَ أيضًا: ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ادْعُوا لي مَحْمِيَةَ بنَ جَزْءٍ، وهو رَجُلٌ مِن بَنِي أسَدٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ علَى الأخْماسِ. حديث صحيح.
  • العبيد الغير الكاتبين؛ لأنهم ملك لأسيادهم.
  • الأثرياء والأغنياء.
  • العصاة والفاسقين.
  • غير المصنفين من الفئات الثمانية.

تعد الزكاة من الأركان الأساسية في الإسلام والتي تعود بالنفع على كل من المجتمع والفرد، حيث إن الله لا يفرض شيء إلا لحكمة وخير، لذلك أحرص أيها المسلم على أداء الزكاة لمستحقيها.