توزيع العقيقة عند المالكية يستند إلى بعض الشروط، ويوجد الكثير من الناس منّ الله عليهم بنعمة الأطفال، والذين يلجؤون إلى العقيقة؛ لكونها تعبيرًا عن الشكر لله عز وجلٌ، وذهب بعض الفقهاء إلى توضيح طريقة تقسيم العقيقة وكافة الأحكام المتعلقة بها، وهو ما نوافيكُم إيّاه، من خلال موقع سوبر بابا.

توزيع العقيقة عند المالكية

بعض العلماء ذهبوا إلى أنه يجوز الجمع بين أكل لحم العقيقة وإطعامها إلى آخرين على سبيل التصدق بها، أو وهبها للأقارب دون حساب أو تقسيم مُعين، وهذا الشيء من الأمور المستحبة في الإسلام، بالاستناد إلى قوله تعالى: (مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) “سورة الحج: 28”.

كذلك قوله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) “سورة الحج: 36”.

أما عن طبخه فقال جمهور من العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة بأن طبخ لحم العقيقة جميعه (ما يتم أكله أو التصدق به وما يتم اعطاؤه للفقير) مُستحب، كما أضافوا أن إرسال اللحم نيئ مكروه (وطبخه بعدة أشكال لا حرج في ذلك)، ومن الجدير بالذكر أن هناك عِدة أمور يجب مراعاتها عند طبخ العقيقة مثل:

  • أن تُطهى بشيء طيب وفقًا لِما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: (انَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ والعَسَلَ) “صحيح البخاري”.
  • تُطبخ الشاه دون أرجلها..
  • ألا تُكسر عظام الشاة ولكن يتم قطعها بداية من المفصل.

اقرأ أيضًا: معلومات عن توزيع العقيقة

فوائد العقيقة

نجد في تلك الآونة أن هناك أشخاص كثيرون يتساءلون حول توزيع العقيقة عند المالكية، وغيرها من شروط لذبح العقيقة، ما يُشير إلى أن بها فوائد لا تُعد ولا تحصى، مثل:

  • البهجة والفرح بنعمة الله سبحانه وتعالى.
  • توزيع اللحم على الفقراء والحد من حالة الفتنة.
  • تنفيذ ما أمر به الله تعالى من خلال التصدق.

شروط العقيقة

لعمل العقيقة بعض الشروط الهامة الواجب استيفاؤها، دونها لا تصح، وهي:

  • أن تكون العقيقة من الأنعام، أي من لحم الضأن، والبقر، والإبل، بالإضافة إلى الماعز.
  • لا تجوز العقيقة إن كانت من لحم الأرانب أو الدجاج أو الطيور بشكل عام.
  • خلوها من أي أمراض، وغير عرجاء أو مكسورة.
  • بلوغ الذبيحة السن الذي يُجوز أن تُذبح فيه، والسن المخصص لذبح الإبل هو خمس سنوات، والأبقار سنتين، بالإضافة إلى أن الشاة سنة واحدة.

اقرأ أيضًا: كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها

مشروعية العقيقة

اختلف أهل العلم في ذلك وانقسم العلماء إلى ثلاثة أقوال وهي:

  • القول الأول: تُعد سُنة مؤكدة، وأجمع على ذلك جمهور الصحابة والتابعين والفقهاء وبالتأكيد من مذهب الإمام الشافعي والمالكية وقد أشتهر في مذهب الحنبلي.
  • القول الثاني: العقيقة تعتبر فرض على كل مسلم وهذا نقل عن الحسن البصري وهي من رواية الإمام أحمد وأيضًا يعتبر قول الليث بن سعد.
  • القول الثالث: ذهب الحنيفة إلى ثلاثة أقوال: أحدهما يؤكد على أنها بمثابة تطوعًا يمكن أن يُترك، والرأي الثاني أنها من الأمور المُباحة، والثالث، وفقًا لقول محمد بن الحسن أن العقيقة منسوخة ويكره أن يفعلها المسلم.

العقيقة في السُنة النبوية المطهرة

حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على أمور عديدة، فلم يترك كبيرًا ولا صغيرًا إلا أحصاها، وبعد أن علِمنا توزيع العقيقة عند المالكية، يجدر بنا ذكر رأي نبينا الكريم فيها:

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سبع ويحلق ويسمى “ صحيح ابن ماجه.
  • قوله صلى الله عليه وسلم في الغلامِ عقيقةٌ، فاهْرِيقوا عنه دَمًا، وأَمِيطوا عنه الأذى” صحيح النسائي.
  • عن عكرمة، عن ابن عباس: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا” رواه أبو داود.

اقرأ أيضًا: فوائد فعل الخير في الإسلام

قواعد قولية عند ذبح العقيقة

الذبيحة التي يتم التضحية بها في العقيقة لا تقتصر شروطها على ما شبق فقط، بل هناك بعض القواعد القولية التي يجب وضعها في الاعتبار، مثل:

  • استحضار النية.
  • التسمية.
  • قول “اللهم لك، ولك عقيقة فلان”.

إن توزيع العقيقة عند المالكية لم يختلف كثيرًا عن باقي المذاهب، ولكن يجب العلم أن فقدان الذبيحة أي شرط من ضوابط الذبح كافيًا لإبطال ثوابها.