قررت مُشاركة تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب بعدما لاحظت كم الأسئلة التي تم طرحها في سبيل معرفة ما إذا كان الحمض الدُهني أوميجا 3 له آثار إيجابية لعلاج الاكتئاب أم لا، فمع تزايد الأعباء المعيشية في هذه الأيام يفتك الاكتئاب بالكثير منا، لذا يعد الوصول إلى مركب طبيعي يُساهم في تحسين هذه الحالة أمرًا هامًا، وعبر موقع سوبر بابا سأقوم باستعراض كافة جوانب التجربة.

تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب

لفترة طويلة من حياتي قاربت الخمسة أعوام عانيت من اكتئاب حاد، ولا يعد هذا الأمر غريبًا في واقع الأمر، فحالتي تُشبه ملايين الحالات التي تُعاني يوميًا من شر هذا المرض النفسي الذي لا يقل في خطورته على الإطلاق عن الأمراض البدنية والجسدية، حتى إن بعض الأمراض النفسية تكون أعتى وأكثر خطرًا.

من وجهة نظري الشخصية لا أجد مرضًا بدنيًا يفوق في تأثيره على كافة جوانب حياتنا التأثير السلبي للأمراض النفسية والحالات الذهنية المتدهورة، فهي تقتلنا ببطء، حتى أن الأمراض البدنية كلما اشتدت ارتبطت بالنفسية منها.

فمرضى السرطان مثلًا شفاهم الله وعافاهم يعانون من أمراضٍ عديدة مثل الاكتئاب، الضغوطات النفسية والاضطرابات ثنائية القطب وحتى حالات الأرق والنوم القهري لم يسلموا منها، وكلما ازدادت درجة خطورة المرحلة الحالية لديهم ازدادت حِدة وشِدة هذه الأمراض.

أُعرفكم بنفسي، أُدعى محمود، وأنا مُهندسٌ معماري يصفني البعض بكوني مُجتهدًا ومميزًا في عمله، بدأت تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب في سن التاسعة والعشرين من عُمري، وأنا اليوم أحدثكم بعد أن بلغت عقدي الرابع.

فعلى الرغم من اشتعال الرأس شيبًا وإنجابي للأبناء الذين أراهم يكبرون أمامي أنا وزوجتي يومًا بعد يوم إلا أنني لا أجد في حياتي كُلها لحظة أسعد من اليوم الذي فارقت فيه صديقًا كان وجوده ثقيلًا على قلبي لسنينٍ طوال، ألا وهو الاكتئاب.

في الواقع كنت طوال حياتي شخصًا سعيدًا لا يُحب إلا المُزاح والضحك، حتى أن دائرة معارفي كُنت أختارها على هذا الأساس، على الرغم من أن هذا المعيار خاطئ بالتأكيد ليكون سبب اختياري لأصدقائي إلا أن هذا كان المعيار الأهم، ولكن عند انتصاف عامي الرابع والعشرين تغير كُلُ شيء.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع أوميغا 3 للأطفال للنطق

لحظة فارقة ومُنعطف تاريخي في حياتي

قبل الحديث عن تجربتي مع أوميجا 3 للاكتئاب، علي أن أعرفكم على سبب اكتئابي من الأساس، أتذكر هذا اليوم كما لو كان في الأمس القريب، وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن خمسة عشر عامًا تقريبًا إلا أنني أسمع صوت المُكالمة التي غيرت حياتي إلى الأبد بكل وضوح.

فلأول مرة أرى في صوت أمي الحنون مصدرًا للبؤس، الحُزن والاكتئاب، كان ذلك عندما حدثتني والدتي بينما أنا مع أصدقائي لتقول لي أن والدي قد توفاه الله إثر حادثٍ أليم، نزل هذا الخبر علي كالصاعقة في واقع الأمر، ولفترة طويلة من الزمن لم أستوعب حتى فكرة رحيله.

فكل ما دار في ذهني عندما كنت في الجنازة وانتهاء مراسم الدفن أنني سأعود إلى المنزل لأرى والدي يبتسم لي كما كان الوضع عليه لربع قرنٍ من الزمن، بمرور الأيام والشهور لاحظت أن إخوتي ووالدتي اعتادوا على عدم وجوده، لكني لم أتخطى هذه المرحلة، لم أُحرك ساكنًا منذ ذلك اليوم.

قبل بدء تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب عانيت من أعراضٍ كثيرة، أتذكر أنني كُنت أُفضل البقاء بمفردي لفترات طويلة للغاية، لا أجد راحتي في الحديث مع الآخرين، حتى أمي، إخوتي وأصدقائي الذين عهدت أن وجودهم مصدر السعادة الأول في حياتي اكتشفت أنه بزوال دافع الحياة الأساسي لا يبقى لمشاعر السعادة، الحزن وحتى الاكتئاب قيمة، فكل المشاعر تُشبه بعضها.

اقرأ أيضًا: أدوية فيتامينات لتقوية الذاكرة والتركيز

بين الطباع والأعراض.. أفعالٌ رسمت جوانب المرحلة

خلال هذه الفترة لم أنتبه في الواقع إلى ما كانت عليه حالتي، ولكن قالت لي والدتي أن الحُزن، العصبية الزائدة غير المبررة بالإضافة إلى كلامي الذي كان ينم عن الانهزامية والشعور بعدم القيمة كان حالي اليومي، وبالبحث حينها تبين لي أن ما أُعاني منه هو اكتئاب حاد، ومن الأعراض الأخرى التي ظهرت علي ما يلي:

  • تجنب التفاعل الاجتماعي وحب العزلة.
  • الإفراط في كل من النوم والأكل أو الامتناع التام عنهم.
  • الحساسية المُفرطة من الكلام مع الشعور بالإساءة لكل كلمة.
  • انعدام الرغبة في الحركة والقيام بالنشاطات اليومية مثل الدراسة، العمل وغيرها.
  • الرغبة الدائمة في إيذاء الذات والنفس.
  • تقلب الحالة المزاجية.

كانت حالتي تتدهور كل يوم، فقدت خلال هذه الفترة عملي، شعرت بأن الحياة لم يعد لها قيمة على الإطلاق، إلى أن جاء اليوم الذي شعرت فيه أنني لن أتوقف عند هذه اللحظة، وأن المنطقية في الحزن أهم من الحياة بأكملها، فالوصول إلى حالةٍ يفوقنا فيها الأموات حياةً لم يكن الحل.

فمن الطبيعي أن نحزن، ولكن من المُهم أن نعلم كيف نتجاوز الحُزن لنحيا، لم أنس والدي قط، ولكنني قررت أن أجعله سعيدًا وفخورًا بي، لذا كانت الخطوة الأولى للخروج من هذه الحالة البحث عن سُبل ووسائل علاج الاكتئاب.

لجأت إلى صديقي الذي أصبح يُلازمني طوال فترة اكتئابي، هاتفي المحمول الذي أهداني إياه والدي وبقي معي إلى يومي هذا، وفي سبيل الوصول بعقلي وذهني إلى بر الأمان والحياة من جديد استعنت بأهلي وأصدقائي، علمت أنهم يحبوني بكل صدقٍ وإخلاص، فمن المؤكد أنهم كانوا سيهجرونني من اللحظة الأولى لتغير طباعي وسلوكي معهم.

كان شرطي الأول والأخير هو أنني لن أذهب إلى الطبيب النفسي، وعلى الرغم من عدم إدراكي لهذا القرار حتى يومنا هذا والإقرار التام بكون الأطباء النفسيين مُنقذين للحياة ويجب اللجوء إليهم على الفور، إلا أن قراري كان نهائيًا وبلا رجعة.

ببحثٍ مُشترك بيني بالتعاون بيني وبين أصدقائي وأفراد أسرتي توصلنا إلى العديد من الأساليب التي يُمكن من خلالها الخروج من هذه المرحلة، وكانت هذه اللحظة هي بداية تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب.

اقرأ أيضًا: العلاقة بين النوم القهري والانفعالات

برنامج علاجي لأستطيع الحياة

من خلال بحثنا بشكل مُكثف عن الوسائل العلاجية والحياتية التي يمكن من خلالها الخروج من النفق المُظلم الذي وضعت نفسي بنفسي داخله وضعت خطة علاجية، لم تشتمل هذه الخطة على أدوية اكتئاب حقيقة ومركبات أو عقاقير، فكنت على اعتقاد تام بأنه لا يجب تناول مثل هذه الأمور دون اللجوء إلى الطبيب المختص.

أرى أن الإنسان مزيج من عدة هرمونات تم وضعها داخل جسد من العظام واللحم وخلق الله فيه الروح ليستطيع الحراك، وهو الفرق الوحيد بين الحي والميت، فكان بحثي الأول يكمن في معرفة الهرمون الذي يتسبب في الحزن والاكتئاب، وما يُقابله من هرموناتٍ تتسبب في السعادة، والبحث عن طريقة لإنقاص الأول وزيادة الثاني.

وجدت أنه لم يتفق العلماء على وجود هرمون واحد مسؤول عن كل من الاكتئاب والسعادة، فهناك عدة هرمونات يتسبب زيادتها ونقصها في تفاوت شعور المرء بين الفرح والحُزن، كانت هذه الهرمونات هي الدوبامين والمعروف بهرمون السعادة، النورإيبينفرين، بالإضافة إلى هرمون السيروتونين.

بالطبع كانت الوسيلة الأولى والأهم لرفع مستويات هذه الهرمونات هي الشعور حقًا بالسعادة، وهذا كان دورٌ قامت عائلتي وأصدقائي به بكل كفاءة، ولكن لدعم هذا التغيير وتسريع عملية تخطي الاكتئاب وجدت أن زيت السمك يعمل على التقليل من أعراض الاكتئاب.

هناك بعض الأبحاث التي جاء فيها أن تناول زيت السمك والذي يُعرف باسم الحمض الدُهني أوميغا 3 يتسبب في تحسين قُدرة مُستقبلات السيروتونين، وهذا ما يجعل العقل يستوعب فكرة السعادة ويبتعد عن الاكتئاب، كما أنه هناك بعض الآثار المضادة للالتهاب التي يمتاز بها هذا الزيت، وهو ما ربطه البعض بكونه سبب علاج الاكتئاب.

لكثرة الأبحاث والأسباب قررت أن أضع حجر الأساس لبداية تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب، ولا أُخفيكم سرًا، في خلال اثني عشر أسبوعًا تقريبًا من مداومتي على تناول زيت السمك باستمرارٍ يوميًا شعرت بتحسن ملحوظ، حتى أن عائلتي وأصدقائي بدا عليهم الدهشة من تحولي، أو رجوعي إلى شخصي القديم، واستمراري على هذا العلاج لسنين طويلة شكل الفارق.

الجدير بالذكر أنه خلال الأسبوع السابع تقريبًا من بدء تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب لاحظت تحسُنًا ملحوظًا لذاكرتي التي كانت قد ضعفت منذ سنين بشكل ملحوظ، وعلمت فيما بعد أن زيت السمك يُساعد في تحسن قُدرة الدماغ، وهذا الحمض الدُهني يعمل على تكوين دماغ الجنين في الأساس خلال فترة الحمل.