بحث حول نشأة الأنثروبولوجيا يمكنه الإشارة إلى أهم أهدافه، إن العلوم الاجتماعية كثيرة، ولا سيما علم الأنثروبولوجيا الذي ساهم في تغيير مصير العصور الوسطى تمامًا، ويبقى أثره باقيًا إلى الآن، كما أن له عدد كبير جدًا من الأهداف أو المهام الواجب الإحاطة بها، وهو ما نوافيكم إيّاه بشيء من التفصيل، من خلال موقع سوبر بابا.

العناصر

  • مقدمة بحث حول نشأة الأنثروبولوجيا.
  • نشأة الأنثروبولوجيا.
  • أقسام علم الأنثروبولوجيا.
  • الأنثروبولوجيا الحضارية.
  • الأنثروبولوجيا التطبيقية.
  • الأنثروبولوجيا الطبيعية.
  • الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
  • أشهر علماء الأنثروبولوجيا.
  • الخاتمة.

اقرأ أيضًا: مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة

مقدمة بحث حول نشأة الأنثروبولوجيا

إن هناك العديد من الاتجاهات والدراسات التي تناولها الأنثروبولوجي، ويعتبر هذا العلم واحدًا من أهم العلوم التي تهتم بنشأة الإنسان، وأنثروبولوجي هي كلمة يونانية الأصل يمكن تقسيمها إلى مقطعين أحدهما Anthropo ويأتي بمعنى الإنسان، أما المقطع الثاني فهو logy والذي يُعني علم.

نشأة الأنثروبولوجيا

يمكننا تقسيم مراحل نشأة الأنثروبولوجيا وفقًا إلى القرون الذي مر بها هذا العلم، منذ القرن الثامن عشر، وصولًا إلى القرن العشرين، فقط يعتقد البعض أن هذا العلم من العلوم الحديثة ولكن من الجدير بالذكر أنه قديم جدًا ولكن لا زال أثره باقيًا إلى الآن.

تبدأ المرحلة الأولى من نشأة هذا العلم في القرن الثامن عشر، وهذه الفترة تُعد بمثابة الفترة التمهيدية له؛ حيث ركزت أكثر على المجتمع القديم وكل ما كان يحدث فيه من خلال القيام بعِدة رحلات لاستكشاف الآثار والمعابد والمتاحف وكل ما تبقى من العهود القديمة، ولكن نظر العلم للإنسان في تلك المرحلة على أنه غير مُتحضر وأقرب للحيوانات التي كان يعيش معها وخاصةً في سلوكياته.

بعد ذلك تبدأ النشأة في مرحلة القرن التاسع عشر، وفي هذه المرحلة يمكننا القول إن هذا العلم أصبح مُقرّ أو مُعترف به؛ مما ساهم في التوصل إلى العديد من الكتب والأبحاث التي أولت اهتمامها حول جمع كافة الحقائق المتعلقة بالشعوب القديمة، من خلال النظر إلى النظم السلوكية والاجتماعية، ومن خلال هذه المرحلة نشأت مدرستين أساسيتين، وهما التطورية والنشوئية.

ثم بعد ذلك وصل العلم إلى آخر مراحله في القرن العشرين، وفي هذه المرحلة قام العلماء بجمع كافة المعلومات التي تدور حول الثقافات المتنوعة، والتي من شأنها تأكيد ظاهرة الاقتباس من بين الثقافات وبعضها، ومن الجدير بالذكر أن في هذه الحقبة أصبح للأنثروبولوجيا الاجتماعية العديد من الفروع الخاصة بها، والتي تُدرس في أكبر الجامعات الأوروبية.

أقسام علم الأنثروبولوجيا

قام الفلاسفة وعلماء الأنثروبولوجيا بتقسيم هذا العلم إلى 4 أقسام أساسية، ولكل قسم من هذه الأقسام سماته الخاصة به، وهي:

1- الأنثروبولوجيا الحضارية

هذا الفرع اهتم بشكل وثيق بكل ما أتى به المجتمع البدائي من اختراعات غيرت من مصير الحضارة، والتي كانت تتمثل في الملابس، والأسلحة، والعادات الإنسانية، والأدب والفنون، وحتى الخرافات المتوارثة عبر الأجيال، كل تلك الأمور ساهمت في تغيير المجتمع وتطويره بشكل كبير، ويتم تدريس هذا الفرع بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ركز هذا القسم على كيفية الاتصال الحضاري الذي نشأ بين شعوب الحضارات المختلفة، ويمكن الاستدلال على ذلك من قِبل الاقتباسات التي تم توارثها، ومن الجدير بالذكر أن قسم الأنثروبولوجيا الحضارية واحدًا من الأقسام التي يتم تدريسها في جميع الدول سواء كانت متقدمة أو نامية.

2- الأنثروبولوجيا التطبيقية

إن هذا الفرع من أكثر الفروع التي لاقت تطورًا كبيرًا وخاصةً بعد تواصل الشعب الأوروبي مباشرةً مع الشعوب الأخرى، ذلك عن طريق البعثات التبشيرية الاستعمارية، ومن الجدير بالذكر أن هذا الفرع تطور بشكل كبير جدًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واشتمل هذا القسم على العديد من الفروع، ومنها:

  • التربية والتعليم.
  • الصحة النفسية والصحة العامة.
  • التأليف المسرحي، والروائي والتراث.
  • الفلكلور الشعبي.
  • التحضر والسكان.
  • الإعلام.
  • الجريمة والسجون.

3- الأنثروبولوجيا الطبيعية

يمكن الاستدلال على مفهوم هذا القسم من اسمه، فهو من الأقسام المرتبطة ارتباطًا وثيق بجميع العلوم الطبيعية، والتي تتمثل في الوظائف الحيوية التي تقوم بها أعضاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى الاهتمام بعلم التشريح.

هناك العديد من التخصصات التي تؤول إلى هذا القسم، والتي يتم تدريسها في كليات الطب في كل مكان بالعالم، ومن هذه التخصصات:

  • علم جراحة الجسم البشري.
  • العظام والبناء الإنساني.
  • مقاييس جسم الإنسان.

اهتم هذا العلم بوصف الإنسان على أنه من أكثر السلالات المُميزة التي وجدت على سطح الأرض، ويرجع ذلك إلى قدرته الكبيرة في استخدام قدمين فقط للسير فضلًا عن الحيوانات التي تستخدم اليدين، بالإضافة إلى طريقته المختلفة في التكاثر والتفكير والتطوير من حياته، وكذلك التغير الكبير الحادث في حجمه بمرور العصور.

اقرأ أيضًا: بحث عن الاكتشافات العلمية ودورها في خدمة الإنسان

4- الأنثروبولوجيا الاجتماعية

هذا القسم يولي اهتمامه كله إلى جميع المجتمعات البدائية، ومن الجدير بالذكر أنه بدأ تدريس هذا العلم بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية مباشرةً، وكانت هذه الدراسة تشتمل على النظم الاجتماعية للإنسان، بالإضافة إلى النواحي الاقتصادية والنظم السياسية والعقائد المختلفة.

اهتم أيضًا القسم بدراسة كل ما يحدث في المجتمعات البدائية وكيف تمكّن الإنسان من التأثير بها، علاوة على توضيح كل ما ورد في نظرية التطور التي تم وضعها من قِبل العالم “دان براون”، وهو من العلماء الذين حاولوا توضيح التأثير الكبير الذي يحدث بين النظم الاجتماعية وبعضها.

كما أشاد بأن كل هذه النظم تعتبر بمثابة نسيج مترابط بشكل كبير جدًا، وبالتالي تسنى له تكوين وحدة اجتماعية شديدة الترابط سمحت به بالاستمرارية.

أشهر علماء الأنثروبولوجيا

الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان من أكثر العلوم التي اهتم عدد كبير جدًا من العلماء بدراستها، نظرًا لاهتمام أغلبهم بطبيعة الإنسان البشرية وكل ما طرأ عليه من تطور في سلوكه عبر الأزمنة المختلفة، ومن أشهر هؤلاء العلماء:

  • زورا نيل هيرستون: واحدة من ضمن علماء الأنثروبولوجيا في أمريكا، ومن الجدير بالذكر أنها قامت بتقديم العديد من المساهمات في جميع فروع هذا العلم، وأكثر ما شهر هذه العالمة هو الكتاب العالمي الذي قامت بنشره، ولكنه كتابًا خياليًا.
  • مارجريت ميد: واحدة من العلماء اللواتي لاقت شهرة كبيرة جدًا في القرن العشرين، وهي واحدة من أكثر الشخصيات العامة التي تمكنت من مشاركة جميع أفكارها حول علم الأنثروبولوجيا، أو علم نشأة الإنسان، مما جعلها شخصية مشهورة للغاية، وتخصصت في دراسة الاختلافات بين التطور الجنسي.
  • روث بنديكت: يُعد هذا العالم من أكثر الأشخاص الذين أثروا في نشأة علم الإنسان في القرن العشرين، وساهم في استبعاد الكثير من سمات هذا العلم وتوصل إلى العديد من الخصائص التي انفرد بها عن غيره، وخاصةً دراسة الطقوس والمعتقدات بين الشعوب بعضها، ولم تُطبق نظرياته على أسرة واحدة فقط، بل قام بدراسة سلوك عدد كبير جدًا من الأشخاص.
  • فرانز بواس: عالم من علماء الأنثروبولوجيا الذين ولدوا في ألمانيا، كما أنه كان رائد في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أن أفكاره المختلفة هي أكثر ما ساهم في شهرته.

فكان يهتم بتصنيف الأشخاص وفقًا إلى ثقافتهم وشكلهم واعتقاداتهم، ولكن من أكبر الاعتقادات الخاطئة التي وضع بها هو اعتقاده بأن لا يوجد أعراق منفصلة للأشخاص، وأن الناس جميعهم لديهم نفس القدرة على التنمية.

  • المؤرخ ابن خلدون: كان للعرب دورٌ كبير أيضًا في دراسة علم الأنثروبولوجيا، وعلى رأسهم العالم الكبير ابن خلدون الذي عاش في القرن 14 ميلاديًا، كما تمكّن من دراسة كافة العوامل البيئية والنفسية وكذلك الاقتصادية التي ساهمت في نشأة وتطور الإنسان على مر العصور المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنه ساهم في تطور هذا العلم بشكل كبير.

استخدم ابن خلدون كافة المعلومات القديمة حتى يتسنى له التعرف على ثقافات شعوب عالم البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك بمساعدة هيرودوت.

اقرأ أيضًا: بحث عن أزمة الكساد العالمي

خاتمة بحث حول نشأة الأنثروبولوجيا

إن علم الإنسان من أكثر العلوم المُعقدة للغاية، فعلى الرغم من جهود العلماء سواء العرب أو الأجانب في محاولة تفسير نشأة الإنسان وتطوراته عبر العصور، إلا أن هذا لا يعتبر سوى قدر قليل جدًا من الحقيقة، فالعالم ما هو إلا دائرة كبيرة يعيش في داخله العديد من الدوائر الصغيرة والتي تُمثل الإنسان.

يمكن الاطلاع على مفاهيم هذا العلم بشكل مُفصل أكثر من خلال الكُتب المقدسة التي ساهمت في تعريف العالم بجسم الإنسان وكل ما يطرأ عليه من تطورات حتى قبل اكتشاف علم التشريح.

شهد عصر التنوير الأوروبي تطور في العديد من المجالات والعلوم، ولا سيما علم الأنثروبولوجيا الذي ساهم في تعريف العصر الحديث بحياة الإنسان قديمًا.