المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي من أهم الاتجاهات الفنية التي جاءت كنوع من التمرد على الحركة الرومانسية التي سيطرت على الحياة الفنية لفترة طويلة، وكان الهدف منها هو العرض الصادق لمقتضيات الحياة اليومية دون تزيين، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول جميع معالم المدرسة الواقعية وأهم روادها.

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

الاتجاه الواقعي في الفن التشكيلي من الاتجاهات الهامة التي تبدو للوهلة الأولى بديهية ولا يمكن ملاحظة تأثيرها، لكن في الحقيقة تمكنت هذه المدرسة من خلق تأثير كبير على الحياة الفنية والواقع.

  • ارتكز هذا الاتجاه الفني على الموضوعية، وتبنت المنطق الواقعي في وصف العناصر بأمانة وصدق دون تدخل الفنان فيها.
  • اعتبرت المدرسة الواقعية أن العناصر الموجودة في الحياة والمشاهد الطبيعية أكثر أهمية من وجدان الفنان ورؤيته.
  • جسد الفنان الواقعي حياة الناس اليومية كما هي دون تدخل منه في العناصر اللوحة.
  • يتجرد الفنان من آرائه وانطباعاته وشعوره الداخلي عن الموضوع وكل ما يتدخل فيه هو اختيار العناصر والمنظور فقط.
  • يعرض الفن الواقعي المشكلات اليومية للعامة إلى جانب أنه يبشر بالحلول من خلال تناول اللوحات للحقيقة.
  • العمل الواقعي هو رصد شامل للحالات الإنسانية التي يتضمنها الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية المعاصرة.
  • تدخلت أحاسيس ومشاعره الفنان في معالجة الواقع فيما بعد لكي تنتج الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.

اقرأ أيضًا: تعريف الفن التجريدي

تاريخ الفن الواقعي

ظهرت المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي خلال منتصف القرن التاسع عشر في فرنسا بعد ثورة 1848 وكانت بدايتها حدث (الحق في العمل)، وانتشر بعدها في جميع أنحاء أوروبا حيث تبنى الفنانون نمطًا حديثًا من التصوير تحت مسمى الاتجاه الواقعي.

  • عبرت الحركة عن الطبقة العاملة وحاولت التعبير عن آلامها وكفاحها دون تزيين للواقع.
  • تبنت تلك المدرسة الفنية الحياة اليومية بجميع جوانبها وأنشطتها وتفاصيلها التلقائية العفوية.
  • خلق هذا الاتجاه الفني تحولًا كبيرًا في الحركة الفنية في أوروبا.
  • رغم عدم جاذبية الأحداث اليومية كعمل فني يثير دهشة المتلقي، إلا أن تناوله بمثابة تحول في تاريخ الفن.
  • رفض فنانون هذا الاتجاه المعايير الكلاسيكية والرومانسية وهو الاتجاه الذي عرف بالاتجاه المشحون بالعاطفة، كما اعتبر الفنانين أن الوضع لا يحتمل الشاعرية.
  • تميزت اللوحات الرومانسية بشخصيات الميثولوجيا الأسطورية أو أيقونات الطبيعة السامية، وهذا ما رفضه فناني الواقعية بشكل كامل.

سمات المدرسة الواقعية

لكي نتعرف على المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي بشكل كامل علينا في البداية أن نتعرف على خصائصها وما يميزها، إلى جانب أهم الإنجازات التي حققتها.

  • أنكرت بشكل كامل المعايير الفنية والسمات الأساسية للاتجاه الرومانسي في الفن.
  • تناول حياة الطبقة العاملة الفقيرة وعرض مشكلاتهم وكان أبطال اللوحات الواقعية هم المواطنين الكادحين وليست الشخصيات الخيالية كما كان في السابق.
  • كما ابتعدت عن الذاتية والتعبيرية والانطباعية في الوصف، وتجرد الفنان من آرائه بشكل كامل ليعرض الواقع بنزاهة وشفافية.
  • الاهتمام بالألوان والتفاصيل الحقيقية والتواصل المباشر مع المتلقي دون رمزيات.
  • تركز على الظواهر السلبية في المجتمع ولا تحاول تجميل اللوحة بعناصر مزيفة مصطنعة.
  • كانت نقطة البداية للفنون الحديثة والتحرر من الفن الكلاسيكي.

أسباب ظهور الاتجاه الواقعي

هناك عدة أسباب فنية واجتماعية أنتجت المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي وأخرجتها للنور، كما أن الفنان الواقعي قد اصطدم بالكثير من النقد في بدايته وتم اتهامه بعدم الجدارة الفنية.

  • بحث الفنان التشكيلي في تلك المرحلة عن جميع أسباب الوجود الفلسفية وحرص على تفسيرها.
  • التمرد على المدرسة الكلاسيكية الشاعرية التي كانت تتبنى الأحلام البعيدة عن الواقع.
  • محاولة تناول وعرض القضايا الإنسانيّة الحقيقية المعاصرة وربط الفن بالحياة.
  • اتجاه العالم نحو المادية والشيئية مع ظهور الثورة الصناعيّة وترك الحياة الزراعيّة.
  • التطور العلمي الكبير في جميع مجالات الحياة العلمية والاجتماعيّة، بالإضافة إلى ازدهار الدراسات الإنسانيّة.

اقرأ أيضًا: ترتيب سلسلة مملكة البلاغة

رواد الاتجاه الواقعي في الفن التشكيلي

هناك بعض الفنانين الذين حملوا المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي وساهموا بشكل كبير في ظهورها وتحملوا الكثير من الاتهامات والانتقادات من قبل رواد المدرسة الكلاسيكية.

1- جوستاف كوربيه

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

  • ولد هذا فنان فرنسي عام 1819 وقد تزعم الحركة الواقعية.
  • في بدايته كان يقوم كوربيه بتصوير أفراد الطبقة الغنية.
  • انتمى إلى الاتجاه الكلاسيكي الرومانسي ثم تخلى عنه عندما شعر بالإفراط في الخيالية، وبعدها عن الواقع.
  • من أشهر أقواله (لا أستطيع أن أرسم ملاكًا لأنّه لم يسبق لي أن شاهدته).
  • امتلأت لوحاته بمظاهر الصدق والأمانة في التجسيد، من أعظم أعماله الشهيرة (الدفن في أونان).
  • كما كان مصدقًا في أن الواقعية يمكنها تغيير الواقع وهي الطريق للنجاة.
  • في عام 1850 أثار كوربيه جدلًا واسعًا عندما قام بعرض لوحتين من أعظم لوحاته وهما جنازة أورنان، وكساري الحجر.
  • تمكن من خلال لوحة كساري الحجر تصوير معالم المجتمع الزراعي في شكله الطبيعي دون تزييف.
  • كذلك لوحة جنازة أورنان توضح الفلاحين والقساوسة بأحجامهم وزيهم الطبيعي، حيث كان الفلاحون بمثابة قوة سياسية لا تقل عن القساوسة.

2- جان فرنسوا ميليه

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

كان ميليه فنانًا فرنسيًا من مواليد عام 1814 وهو أحد رواد مؤسسة باربيزون التعليمية في ريف فرنسا، التي قابل فيها فنانين المعارضة لسيادة المدرسة الرومانسية، وتم الالتقاء الذهني بينهم.

  • يعتبر ميليه من أهم رسامين المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي.
  • كان دائم الإقامة في ريف فرنسا محبًا للطبيعة والعمال والطبقة الكادحة.
  • هذا ما ظهر في أغلب أعماله الفنية التي أظهرت الطبقة العاملة بأمانة وصدق.
  • تعد أعمال ميليه الواقعية هي حلقة الاتصال ما بين الاتجاه الرومانسي والواقعي.
  • هو القائل: (إنّ مواضيع الفلاحين تناسب طبيعتي بشكل أفضل، فالجانب الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن)
  • من أعظم أعماله لوحة (الرجل والمجرفة) والتي تعبر بشكل كبير عن المعاناة والكفاح في حياة المزارع البسيط.

3- روسا بونهور

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

  • هي رسامة ونحاتة فرنسية ولدت بونهور 16مارس 1822 في بوردو.
  • اشتهرت بأعمالها الواقعية مثل لوحة حراثة في نيفرنيس.
  • تتضمن تلك اللوحة مجموعة من الثيران تحرث الأرض وكانت لوحة ضخمة بلغ طولها ثمانية أقدام وعرضها ستة عشر قدم.
  • امتازت هذه الفنانة بتصوير الحيوانات الواقعية وأظهرت التفاصيل الدقيقة في الأعمال الفنية التي أنتجتها.
  • أظهرت من خلال أعمالها مواطن الجمال في المواقع الريفية مثل المزارع والحقول.
  • تميزت بغزارة الإنتاج الفني خلال القرن التاسع عشر.

اقرأ أيضًا: دراسة الفنون في كوريا الجنوبية

4- هونورا دوميير

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

  • هو فنان تشكيلي ينتمي إلى المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي ورسام كاريكاتير ومصور ونحات فرنسي الجنسية.
  • أظهرت أعماله حياة المواطنين الفرنسيين السياسية والاجتماعية إبان القرن التاسع عشر.
  • تميز دوميير بغزارة الإنتاج حيث أنتج نحو 500 عمل تشكيلي، وأكثر من 4000 لوحة مطبوعة على الحجارة و1000 عمل بأسلوب الحفر على الخشب
  • تمكن من تجسيد حياة الحياة اليومية.

بعد انتشار المدرسة الواقعية في الفن التشكيل على المستوى الأوروبي، تأثر الفنانين الأمريكيين به وظهر ذلك بشكل واضح في لوحات توماس إيكنز، بالإضافة إلى الدراسات التي كشف عنها إدوارد هوبر عن حياة المدينة الحديثة.