الفرق بين الحب والتعلق والتعود يتجلى في خيط رفيع ما إن أدركته تصير متحكمًا في سلوكياتك تجاه الشريك، فربما لا تعلم أنك تحب إلا حينما تكون قد اعتدت وتعلّقت وأعربت عن مشاعرك الصادقة، وفي سوبر بابا نوافيكم بالفرق بين تلك المشاعر عن كثب.

الفرق بين الحب والتعلق والتعود

أن تعتاد على شخص في حياتك، لا يُشترط أن تكون بحاجة إليه، فالتعود يأتي في أنماط مختلفة من العلاقات، وكونك تعتاد على وجود أحدهم، معناه أنك تألفه.

أما عن التعلق فهو أخطر المشاعر.. ذلك الارتباط الروحي الناتج عن الشعور بالتكامل مع أحدهم، فهو من يُعوض النقص فيك.. فلا تتمكن من العيش دونه، ولا يُشترط أن يكون مع الجنس الآخر، فمن الممكن أن تتجلى ألوان من التعلق في مُختلف العلاقات.

بيد أنّ الحب.. هو تلك الدرجة الأرفع والأرقى، يصل المُحب إلى مشاعره حينما يعتاد ويتعلق، فيكون الرابط بينه وبين الطرف الآخر أكثر متانة وقوة، فلا يُمكنه الاستغناء، فهو حب الإخوة والأهل والأصدقاء والحب العاطفي المُكلل بالزواج.

اقرأ أيضًا: علم النفس في الحب من طرف واحد

كيف يأتي التعود؟

الاعتياد يأتي من قُبيل العادة، فأنت بمحض إرادتك جعلتها عادة في يومك، لأنها بشكل أو بآخر تتوافق معك.. وهي تُعبر عن توجه سلوكي عقلي تُمارسه.

لذا ينجم التعود في المقام الأول عن القبول، وكذلك الإعجاب.. على أن يظل في نموه تدريجيًا، لحين يُصبح عادة مع الوقت.

فحينما تعتاد على وجود أحدهم، معناه أنك قد استأنست به، واستأنس بك، وصار بينكما ودًا، وتفاهمًا، وأشياء من هذا القبيل.

الفرق بين التعود والتعلق

يتجلى الفرق بين التعلق والتعود في كون الأول ربما يأتي بمعزل عن القرارات العقلانية.. فتلك هي الأكثر صوابًا.

بينما يعتاد طرف على الآخر إثر تقبله بالعقل والعاطفة معًا، تجد أن التعلق يحيد بذلك عن العقل، فينم عن ارتباط وجدانيّ بحت، بل عادة ما يأتي التعلق كنوع من الابتلاء.

فهذا ليس بشيء عُجاب وأنت تُدرك أن تمام التعلق يجعلك تفقد التوازن، وتبتعد شيئًا فشيء عن السويّة، وبأي حال فالتعلق درجات، أغلبها ينأى عن التعلق الصحيّ.

فإن قلنا إنّ التعود هو الألفة بالعقل الواعي، يكون التعلق هو الأكثر ارتباطًا بأشياء غير حسية، وهو لا يأتي بمعزل عن الحب، فالتعلق ناتج عن حب عميق.

على جانب آخر.. بينما يأتي التعود مرتبطًا بشيء تقليدي، كالزواج التقليدي، يكون التعلق ذا صلة بالزواج عن حب، فهو تلك الحالة الاستثنائية التي تتعلق بالروح أكثر من المادة.

حيث يفوق التعلق تلك الحالة العاطفية الاعتيادية، ليتحول فيه الطرفان إلى توأم، يتشابهان مع بعضهما البعض في ملامح الروح.. التي كانت السبب في تعلقهما.

هل التعود أقوى من الحب؟

ربما وجدناها حكمة على ألسنة من سبقونا.. فتلك الأم الحانية التي ترى في زوجها أفضل شريك لها، قد اعتادت على وجوده، فلا تُسمي تلك المشاعر حبّا جارفًا كالمراهقات، إنما تنعتها بالاعتياد القويّ الراسخ ذي الروابط الوطيدة.

اقرأ أيضًا: كيفية الخروج من علاقة حب فاشلة

الفرق بين الحب الحقيقي وحب التعلق

علينا أن نُجزم بوجود فارق ملحوظ بين أن تُحب أحدهم لأجله، أو لأجلك! نعم، فالحب أحيانًا يأتي إلينا بمشاعر واهية، لا صلة لها بالمشاعر الحقيقية الصادقة.

فحينما تكون مشاعرك تجاه أحدهم “تعلقًا” فحسب، فأنت بحاجة إلى النظر لحقيقة تلك المشاعر، هل تتعلق بشخص ما لأن وجوده هامًا لإكمال ما ينقصك؟ أم أنت تكنّ له مشاعرًا حقيقية لتراه سعيدًا؟

هو خيط رفيع فاصل بينهما، إلا أننا أردنا ذكره لتوضيح الفرق بين الحب والتعلق والتعود عن كثب.

الحب الحقيقي حب التعلق
يُقلص من الأنا (تفكر في الشريك أكثر) يُعزز من الأنا (تفكر في نفسك أكثر)
دائم موسمي
حب متبادل إثقالًا بالعبء
الحرية السيطرة
تكون على طبيعتك التكلف والتصنع
الثقة المتبادلة اختلال الثقة
الإيثار (جعل الآخر سعيدًا) الأنانية (تبحث عن سعادتك)

هل يكون الحب دون تعلق؟

يأتي التعلق كرد فعل طبيعي لمن يهتم بك أو يُعطيك مشاعر الحب الفياضة، أو كان حانيًا معك إلى أكثر درجة، ويكون التعلق تدريجيًا لا بين عشيّة وضُحاها.

أما عن الحب الحقيقي فهو مشاعر صادقة، نتاجًا لعاطفة قوية طورتها الأيام، لها دوافع ورغبات، وبها روابط من الناحية العاطفية والجسدية وما إلى ذلك.. فالحب إذًا يرتبط بالتعلق.

فكما أن التعلق لا يحدث دون حب، فإن الحب كذلك لا يكون دون درجة من درجات التعلق بمن نُحب.

التعلق المرضي

كم من التعلق كان خاطئًا! لاسيما في مسارات المراهقين، فيكون الأمر غاية في الصعوبة، فلا فراق في ظل تعلق مُحكم.

فالتعلق في حدوده القصوى المتطرفة يصير من قُبيل المرض النفسي، لأن المحبة الزائدة ليست صحيّة، وليست مطلوبة كذلك في أي من العلاقات.

في بعض العلاقات يتحول التعلق إلى علاقة سامة مؤذية، لاسيما إن اختفت مشاعر الحب ليظل التعلق هو الآفة، ويكون مؤذيًا.

اقرأ أيضًا: حب المراهقة هل ينسى

الفرق بين الحب والاحتياج العاطفي

إن كان الحب هو المرتبط بالعواطف القوية الجياشة، فهو ينقل صاحبه إلى عالم آخر ورديّ، ليُعبر عن انسجام حقيقي بين الطرفين، في القلب والروح والعقل معًا.

على جانب آخر بعيد عن الحب والتعلق والتعود يأتي الاحتياج العاطفي، ليُعبر عن حالة من الحرمان الناتج عن فراغ عاطفي طال أمده.

حينما تكون بحاجة إلى وجود من يهتم ويُشاركك كل شيء، ويُعطيك المشاعر التي تصبو إليها، ويكون حانيًا إلى قدر إشعارك بالأمان والدفء، ويكون داعمًا فيصير حصنًا منيعًا من تقلبات الدهر.. هنا يتجلى الاحتياج العاطفي.

لكنه لا يرتقي للحب! فالحب أقوى وأكثر توهجًا يأتيك بغتة دون أن تسعى إليه، فيظل الاحتياج العاطفي مقرونًا بالأنانية أو الرغبة في إرضاء الذات لحين أن يتحول مع الوقت لتعود وحب وتعلق.

إن كان التعود هو الأكثر كلاسيكية في فطرة الإنسان، يكون التعلق مرتبطًا بجذب الروح، فتستحيل العلاقة إلى عشق شديد يفوق الحب.