ما الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار؟ وما شروط وأركان كلٍ منهُما؟ حيث يختلط الأمر على الكثير من المُسلمين حول الاختلافات المتواجدة ما بين الإسلام والمؤمن، على الرغم أن هناك اختلافات واضحة ما بين المفهومين، وذلك ما سوف نُسلط عليه الضوء عبر موقع سوبر بابا.

الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار   

قال الله تعالى في سورة الحُجرات: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)” ولهذا فهناك فرق كبير ما بين الإسلام والإيمان.

حيث إن الإيمان هو الأعمال والأقوال والنية، بينما الإسلام فهو اتباع لأوامر الله -عز وجل- وعدم عصيانه بأي وسيلة كانت.

قد وصف عُلماء الإسلام أن الإيمان هو أعلى المراتب في الشريعة الإسلامية، ومن هُنا يُطلق على المسلم مؤمن، فهو من أعلى الدرجات عند الله سبحانه وتعالى.

حيث قال في سورة آل عمران: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)”.

لذا فإن الشريعة الإسلامية والإيمان كُلٍ منهما يحمل معنى مختلف عن الآخر، فمنهُم من يحمل الأعمال الظاهرية ومنهم من يحمل المعاني الباطنية.

يُمكننا القول إن الإيمان هو العمل بأركان الإسلام سواء بالقول أو الأفعال وتصديق القلب واللسان، بينما الإسلام فهو العمل بالأركان والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء

ما هو مفهوم الإسلام؟

الإسلام هو اِتباع أوامر الله -سبحانه وتعالى- والاستسلام لأوامره، فهو يتمثل في العبادات التي يقوم بها المسلم ظاهريًا، وذلك ما أوضحته السنة النبوية والقرآن الكريم، وجدير بالذكر أن هُناك أركان وشروط على المسلم اِتباعهم في حياتِه حتى يكون مسلم حق.

1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

أولى أركان الدين الإسلامي، فيجب على المسلم أن يكون مؤمن بالله وحده لا شريك له، واِتباع أوامره وعباداتهِ وأوامره وطاعاتهِ.

كما يجب الإيمان بأن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول لكل البشر، وعلى جميع المسلمين طاعته والاقتداء به والسير وفقًا إلى سنته.

يجب التصديق على أنه محمد هو خاتم الأنبياء والرسل كما أخبرنا الله تعالى، وذُكِرَ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”.

2- إقامة الصلاة

يعرف كل مسلم أن الصلاة هي عماد الدين وهي أساس العلاقة بين العبد والرب، ومن أحب العبادات والأعمال لدى الله سبحانه وتعالى؛ لأنها تساعد على التقرب إلى الله وزيادة إيمان العبد كما يحب ويرضى.

أول ما يسأل عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة، وهي تحمل الكثير من الفوائد للعبد من بينها غفر الذنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

“أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا”.

كما قد جاء في سورة النساء، الآية 77: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّـهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).

3- إيتاء الزكاة

ثالث ركن من أركان الإسلام، ويُعتمد عليه في غفر الخطايا والذنوب، كما أنه من أهم الفروض التي تساعد المسلم على التخلص من البُخل، فذكر الله في سورة التوبة الآية 5، ما يُشير إلى أهمية الزكاة، فقال تعالى:

فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ“.

4- صيام شهر رمضان

من أهم أركان الإسلام صيام شهر رمضان المبارك الذي فرضه الله سبحانه وتعالى امتثالًا لقوله تعالى في سورة البقرة:

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)﴾

5- حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلًا

آخر أركان الإسلام الذي فُرض على المسلمين ولكنه لمن استطاع، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فقال تعالى في سورة البقرة:

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٧﴾”.

اقرأ أيضًا: معلومات عن سنن يوم الجمعة

ما هو مفهوم الإيمان؟

أمّا الإيمان فهو أحد أهم صفات المسلمين، حيث ينبع الإيمان من قلب المسلم الحق، كما يتمثل أكثر في الروح المؤمنة المكنونة بداخل المسلم، وهناك عِدة شروط وأركان يجب توافرها فيه لإتمام إيمان المسلم.

1- التصديق باللسان

يقصد بها التجلي بما في قلب والمعتقدات الدينية والشعائر الإيمانية التي تسيطر على المسلم على لسانه، فيبدأ أن يذكر الله باستمرار على مدار اليوم، ولا يقول سوى الكلمات المؤمنة، ويستمر في الاستغفار، ويظل ذكر الله دائمًا في قلبه، حيث من كان ذكر الله حليفه في الحياة لا يضل.

كما أن الإيمان يظهر عند الدفاع عن الدين الإسلامي عند قول الفاحشة أو غيرها، امتثالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ“.

2- التصديق بالعمل

الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار يتمثل في إظهار المسلم إلى التصديق في الأعمال الصالحة، وذلك من خلال إقامة العبادات في أوقاتها من حيث الصلاة والحج والزكاة والصيام، وغيرها من العبادات الظاهرة التي ترضى الله تعالى.

3- الإقرار في القلب

يجب أن يؤمن المسلم بالله في قلبه ووجدانه، وأن يكون على يقين كامل أن الله وحده القادر على كل شيء في الحياة وأنه خالق الدنيا وما فيها، وأنه قد أرسل إلينا الأنبياء والرسل لزيادة إيمان المسلم، وعلى المسلم الحق أن يصدق بالكتب والرسل.

الإيمان جزء من الإسلام، فهو من أعلى المراتب التي يصل إليها قلب المسلم، ويتمثل في الأعمال الباطنية في قلب المسلم، بينما الإسلام هو الامتثال لأوامر الله وتنفيذها كما يُحب ويرضى.