من هُم العشرة المبشرين بالجنة بالترتيب؟ وهل سيدخلون الجنة بذلك الترتيب؟ اختص الله عشرة من الصحابة وبشرهم بالجنة؛ لِما فعلوه في حياتهم واقتداءً برسول الله، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتعرف عليهم عن كُثب.

العشرة المبشرين بالجنة بالترتيب

هم عشرة من عباد الله الصالحين، ومن أصحاب رسول الله، اختصهم الله بدخولهم الجنة من باب مخصص لهم يوم القيامة؛ لحِكمة لا يعلمها إلا الله تعالى، وعلى الرغم من ذكِرهم على لسان الرسول، إلا أنه لم يرد دليل مُحدد بترتيبهم، ولكنهم أتوّا على النحو التالي:

1- أبوبكر الصديق خليفة رسول الله

هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وينسب إلى تيم قريش، فيُقال له التيمي.

أبو بكر الصديق أول المبشرين بالجنة وأول رجل دخل الإسلام وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحبه ورفيقه ومن هاجر معه إلى المدينة، وثاني أحب الناس إلى رسول الله بعد أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والرسول خصّ أبي بكر بفضائل لم يخصها لأحد:

  • أمر جميع الصحابة بإبقاء أبوابهم مغلقة إلا أبو بكر خصه بإبقاء بابه مفتوحًا عِندَ باب المسجد.
  • خصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لو اتخذ خليلًا لكان أبو بكر الصديق
  • كان أبو بكر الوحيد الذي له حق على رسول الله في صحبته أو ماله.
  • كان الوحيد الذي أمّ بالناس عندما كان رسول الله مريضًا.

قد توفى أبو بكر في عام ثلاثة عشر من الهجرة، وقد دفن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لِما وصى به.

اقرأ أيضًا: ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

 2- عمر بن الخطاب “الفاروق”

عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرط بن رَزَاح بن عديّ بن كعب بن لُؤيّ بن غالب بنِ فِهْرٍ، دعا رسول الله في قلبه لعمر “اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب“؛ فأعز الله المسلمين بإسلام عُمر.

قد سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفاروق لأن الله كان يفرق به الحق والباطل، قالت أمنا عائشة -رضي الله عنها- قال رسول الله صلة الله عليه وسلم: “قدْ كان يكونُ في الأُمَمِ مُحَدَّثُون فإنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أحدٌ فعُمرُ بنُ الخطَّابِ“.

كان عمر أفضل الناس بعد الرسول وأبو بكر، وموصوفًا في القرآن الكريم بصالح المؤمنين، وكان الشيطان يخشى عمر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ” رواه البخاري، وقد اختص رسول الله عمر بخصائص لم يخص غيره بها:

  • أن عمر ليكون ملهم للمسلمين، حيث قال: “لو كان في الأمة مُلهِم لكان عمر بن الخطاب”.
  • قال رسول الله عنه “لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

قد تولى الخلافة بعد أبو بكر لمدة عشر سنين ونصف، وعندما صعد على المنبر كان أول ما تحدث به: “اللهم إني شديد فليّنّي، وإني ضعيف فقوّيني، وإني بخيل فسخّني“.

قد استشهد عمر عام ثلاث وعشرين هجريًا إثر طعنة طعنها له أبو لؤلؤة المجوسي، وكان غلامًا يعمل عند المغيرة بن شعبة، وعندما علم أن من طعنه هو أبو لؤلؤة حمِد الله أن من قتلة لا يحجه عند الله بصلاة صلاها وكان مجوسيًا.

3- عثمان بن عفان ذو النورين

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميه بن عبد شمس، ثالث المبشرين بالجنة وثالث الخلفاء الراشدين، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشبهه بنبي الله إبراهيم عليه السلام.

قد سماه الرسول بذي النورين لزواجه من ابنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وأعزه الله للمسلمين أنه من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.

عثمان كان أحد السابقين الأولين، وصاحب الهجرتين، حيث كان أول مهاجر إلى الحبشة لحفظ الإسلام، ثم الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، وكان معطاءً ينفق ماله في سبيل الله؛ حيث جهز جيش العسرة بألف دينار في ثوبه وصبها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جاء عثمانُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بألفِ دينارٍ في كُمِّه -حينَ جهز جيشَ العسرةِ- فنثَرها في حِجرِه فرأيت النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُقلِّبُها في حِجرِه ويقولُ ما ضَرَّ عثمانُ ما عمل بعدَ اليومِ مرتينِ“.

استشهد عثمان في بيته عام خمسة وثلاثون هجريًا، حيث أتى الثوار من خارج المدينة المنورة وقتلوه وهو بيده المصحف يقرأ منه فسال الدم على المصحف.

4- علي بن أبي طالب أبو الحسنين

اسمه عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ، هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج ابنة الرسول فاطمة، وأنجب الحسن والحسين، وأول من أسلم من الصبيان، وكان أحد الصحابة الذين بايعوا بيعة الرضوان، وبطل غزوة خيبر، وفدائي رسول الله ليلة الهجرة.

بايع المسلمون عليّ بالخلافة بعد موت عثمان بن عفان، وقد اجتمع أمر الأمة في عهدِه، ثم حدثت فتنتيّ الجمل وصفين، واستشهد في العام الأربعين هجريًا، وهو خارج للصلاة على يد عبد الرحمن بن ملجم وكان من الخوارج فمسكه الناس وعذبوه.

اقرأ أيضًا: اسم الصحابي الذي تستحي منه الملائكة في السماء ولماذا؟

5- طلحة بن عبيد الله طلحة الخير

طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التيمي، كان أحد الستة المختارين أصحاب الشورى في عهد عمر بن الخطاب، وكان يُعرَف بطلحة الخير وطلحة الفياض لكثرة برِه وخيرِه.

حمى طلحة رسول الله بيده في غزوة بدر فشلت يداه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” منْ أحبَّ أنْ ينظرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجْهِ الأرضِ فلينظرْ إلى طلحةَ بن عبيدِ اللهِ“، واستشهد في يوم فتنة الجمل عام ست وثلاثين هجريًا.

6- سعيد بن زيد

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن قرط بن رزاح بن عُدي بن كعب بن لؤي بن غالب، إنه أكثر من شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد له الرسول بأنه يبعث أمة وحده، ومات عام واحد وخمسين هجريًا بالعقيق، على أن يأتي واحدًا من العشرة المبشرين بالجنة.

7- الزبير بن العوام  

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصيّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، هو ابن عمة رسول الله، وأحد الستة الشورى، وكان أول من رفع سيفه حينما كانوا في مكة وبلغ الصحابة أن رسول الله قد قتل فجاء رافعًا سيفه حتى رأى رسول الله فأنزل سيفُه.

كان لا يقول ما سُمِع عن رسول الله؛ لأنه يخاف من أن يكذب وينسب إلى رسول الله قولًا لم يقله، واستشهد عام ست وثلاثين هجريًا، وقد ترك مالًا كثيرًا خلفُه للمسلمين.

8- أبو عبيدة بن الجراح

أبو عبيدة بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي، قال عنه رسول الله أنه أمين الأمة، ومات بالطاعون عام عمواس.

9- عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤي، هو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان يكسب مالُه من التجارِة فكان يتصدق به للمُسلمين، وعندما حضرتهُ المنية أوصى لكل رجل من أهل بدر بأربعمئة دينار، ومات عام اثنين وثلاثين هجريًا.

اقرأ أيضًا: أسماء الخلفاء الراشدين كاملة

10- سعد بن أبي وقاص الزهري

سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، هو أحد السابقين الأولين، وأحد الستة أهل الشورى، ومن شهد بدر والحديبية.

كان من المصلحين في الفتنة بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية، ولما أتته المنية دعا بخلق جبة فقال: “كفنوني فيها، فإني لقيت فيها المشركين يوم بدر، وإنما كنت أخبئها لهذا اليوم“، ومات عام خمس وخمسين هجريًا، وتوفى بالعقيق خارج المدينة، فحمله الرجال ودفن بالبقيع.

كان العشرة المبشرين بالجنة حريصين على الاقتداء برسول الله في القول والفعل، فاستحقوا تلك المنزلة الفريدة.