إذاعة مدرسية على شكل قصة هي شكل جديد ومُبتكر يُمكن تقديم البرنامج الإذاعي به للطلاب، حيث يضمن عدم شعورهِم بالملل حيال ذلك، مع مُراعاة إدراج أهم فقرات الإذاعة داخل القصة، ومن خلال موقع سوبر بابا نعرض نماذج لقصص جذابة يُمكن إدراجها في إذاعة مدرسية.

إذاعة مدرسية على شكل قصة

تُمثل الإذاعة المدرسية نشاط هام يبدأ به الطلاب يومهم الدراسي، على أن يتضمن عدد ضخم من التفاصيل التي تعود عليهم بالنفع، لكن قد ينقلب الأمر ليمنح النتائج العكسية إذا شعر الطلاب بالملل حيال البرنامج الإذاعي.

حيث يحدث ذلك عندما يتم إطلاق المحتوى المُتشابه، فيسمعون نفس الكلام الروتيني يوميًا، لذا فإن إتيان إذاعة مدرسية على شكل قصة حتمًا سيُحدث فرقًا، وفيما يلي سنعرض واحدة من أجمل القصص التي يُمكن قصِها على الطُلاب لكافة المراحل العمرية:

“يُحكى أنه كان هناك مجموعة من الأصدقاء في المرحلة الثانوية قرروا الاستمتاع برحلة قد أطلقتها مدرستهم، لذا ذهبوا إلى مقر الحجز وحصلوا على التذاكر لكلٍ منهم، وكانوا في غاية السعادة في هذا الوقت.

حيث إن موعد الرحلة قد بقي عليه أسبوع واحد فقط، فبدأوا في تحضير ملابسهُم وأغراضِهم الذين سيأخذونها معهُم، حتى إنهم حاولوا قدر الإمكان أن تكون ملابسهم مُشابهة لبعضِهَا، وقرروا التقاط الصور في كل وقت في الرحلة، وحتى قبل أن يذهبوا.

بدأوا يعدّون العد التنازلي لموعد رحلتهم، وقد احتوى برنامج الرحلة على السفاري، الذي يعتمد على الاستكشاف والاستمتاع بالمغامرة، لكن ما لم يأتي على بالهم هو أن الجزء الذي ينتظرونه من الرحلة سيكون السبب في تعرضهم لموقف غير جيد على الإطلاق..

جاء موعد الرحلة وهم سُعداء للغاية كونهم مجتمعين في رحلة لأول مرة في حياتِهِم بالرغم من أنهم أصدقاء منذُ فترة طويلة، سار برنامج الرحلة تمامًا كما كانوا يتمنون، على عكس جزء السفاري من الرحلة.

بدء الأمر على ما يُرام، لكن كان فضول ثلاثة منهم هو السبب في أن يذهبوا إلى منقفة من دون الآخرين ليكتشفوا ما بها، ولم يلاحِظ مُشرِف الرحلة ذلك؛ نظرًا لانشغالُه مع بعض التلاميذ.

لكنهم لم يُدركوا خطورة ما فعلوا إلا عندما اكتشفوا أنهم قد بعدوا مسافة كبيرة عن الموضع الذي يجلسون فيه، ولم يعرفوا كيفية الرجوع إليه مرة أخرى.

بدء أولهم في طمأنة الآخرين بإخبارِهم أن مُكالمة هاتفية ستفي بالغرض، لكنهم أخبروه أنهم تركوا هواتفهم مع مُشرف الرحلة خوفًا من أن تضيع أو ينسونها في مكانٍ ما أثناء تنقُلِهم، من هُنا بدأ التوتر يظهر على وجوههم.

حتى أنهم أجزموا أن الدقائق كانت تمر كأنها سنوات عديدة، خاصةً أنهم حاولوا الرجوع إلى موضع جلوسهم ولم يجدوا الباقين من زملائهم فيه، فيقول أحدهم أنه بعد مرور فترة من الوقت كان من الضروري أن يُطمئن زملائه، فبدأ في إخبارهم أن الله لن يتركهم أبدًا، وأنهم حتمًا سيعثرون على الحل ويجدون باقي أفراد الرحلة.

بينما صديقُه كان يُعاتبهم على التصرُف الخاطئ عندما شجعوا بعضهم البعض أن يبتعدوا عن الباقين، ولجعلهم يشعرون بالطمأنينة دون أن يشعروا بطول الوقت الذي يمر بدأ يقص عليهم الآيات القرآنية الكريمة التي تبعث الطمأنينة في نفوسهم.

  • “ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ” الآية 26 من سورة التوبة.
  • هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” الآية 4 من سورة الفتح.

بدأوا يرددون مثل هذه الآيات سويًا، حتى استطاع الآخرون العثور عليهم، وبالرغم من أن الموقف كان سيء للغاية، إلا أنه ترك فيهم أثرًا إيجابيًا، يُحتم عليهم التقرُب من الله والاستغناء بكلامِه عن أي شيء آخر”.

اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية عن السلامة المرورية مختصرة

قصص متنوعة للإذاعة المدرسية

هناك العديد من القصص القصيرة يُمكن اعتبارها محتوى لإذاعة مدرسية على شكل قصة، ومنها يستفيد الطلاب ويأخذون العِبرة التي تنفعهم طوال حياتهم.

1- قصة قطع السمكة

“عُرِفت امرأةٍ ما أنها تطهي السمك بطريقة شهيّة للغاية، فبدأت جارتها في التردُد إليها ليسألوها عن سر الوصفة لطهي السمك بهذا الشكل، وأثناء طبخ الوصفة أمام واحدة منهن أثار فضول الجارة أنها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل أن تقليها.

فسألتها عن سبب ذلك، فأخبرتِها الأُخرى أنها مجرد عادة ورثتها من أُمِها، فكانت تقوم بنفس الشيء وقد رأتها وتعلّمت منها ذلك، لكن الأمر أثار فضولها أيضًا، ولأول مرة فكرت ما الذي قد يكون سبب لذلك.

بالفعل اتصلت على والدتها لتسألِها، فأخبرتها أنها أيضًا لا تعلم السبب، وأنها مُجرد عادة تعلمتها من جدتها، لذا اتصلت المرأة على جدتها لتسألها عن السبب، وكانت المفاجأة عندما أخبرتها أنه ليس هُناك سبب.

فقط كانت المقلاة التي تستخدمها صغيرة الحجم، فكانت تضطر إلى قطع السمك لتوفر المساحة وتتمكن من قليُّه جيدًا..

تحتوي تلك القصة على عِبرة عظيمة بين طياتها، يحتاج الكثير من الناس معرفتها، خاصةً طلاب هذا العصر.. الذين يقلدون ما يرونه دون أن يفهمون سبب القيام به.

كما أن هناك الكثير من العادات التي نقوم بها فقط لأن أمهاتنا وآبائنا يقومون بها، في حين أنه ليس هناك داعي للقيام بها، بل تكون في كثير من الأحيان تصرف خاطئ لا يجب فعلُه”.

اقرأ أيضًا: إذاعة عن البيئة من حولنا

2- قصة صانع أقمشة المراكب للإذاعة المدرسية

“يُحكى أن هناك رجلًا قد اعتمد على تجارة الأقمشة اعتماد تام لتحصيل الأرباح وعيش حياة مستقرة، فكان يصنع أقمشة المراكب الشراعية ويبيعها لأصحاب المراكب، فيكسب من ورائها ما يكفيه.

لكن ما جعل حياتُه تنقلِب رأسًا على عقب هو أنه يوم ذهابُه إلى أصحاب المراكب ليبيع لهم الأقمشة وجد أن تاجرًا آخر قد سبقه وباع لهم أقمشة من صنعه، حتمًا كانت تلك الصدمة شديدة على الرجل..

فبدا الأمر له وكأنه قد خسر كل شيء، خاصةً أنه كان يضع رأس مال كبير فيما صنع من الأقمشة بهذا الوقت، وبعد أن عرِفَ البعض ما حدث معه بدأ بعضهم يسخرون منه، حتى أن أحدهم قال له أن ما معه من أقمشة لن ينفعه، فيُمكنه أن يصنع منها سراويل يرتديها هو.

كان صاحب العبارة يقولها وهو ساخرًا يضحك، ولم يكُن يعلم أن تلك الجُملة هي التي ستجعل تاجر الأقمشة يقف على رجليه مرة أُخرى، حيثُ أخذ الكلمة على محمل الجد وليس على محمل السخرية.

فبدأ في تحويل الأقمشة إلى سراويل، وسعى جاهدًا أن يُنتِجها بأفضل شكل بالنسبة إلى ذوق أصحاب المراكب، ثم ذهب إليهم ثانيةً يعرض عليهم شراء السراويل ذو الخامة القوية التي ستجعل السروال قابل للاستخدام لفترة طويلة.

بالفعل اقتنعوا بطريقة عرضُه للبيع، وبدأوا يشترون منه السراويل، حتى أن الكمية التي كان يمتلكها قد بيعت كلها، وطلب منه الكثيرون أن يصنع كمية أخرى منها، وهو ما سعى التاجر لفعلُه.

فأصبح مشهور ببيع السراويل لأصحاب المراكب، حيثُ عاد صُنعها ثانيةً مع مراعاة إضافة تعديلات عليها، فأصبحت مثالية بالنسبة إلى المشترين، وبذلك استطاع تحقيق نجاح باهر من جملة ساخرة.

نجد أن العبرة من تلك القصة لا مثيل لها، يحتاجون لها الطلاب في كافة المراحل العمرية، حتى يتمكنون من استكمال الرحلة الحياتية، ويواجهون ما فيها من صعوبات وتحديات قد تكون معقدة.

حيث يُمكن للشخص أن يحول الفشل إلى نجاح طالما يسعى ويفعل كل ما بوسعُه ليصِل إلى النجاح في الحياة، دون أن يظل يبكي أمام اللبن المسكوب، والتفكير فيما فقد، فتضيع الفرص المُتاحة ويضيع معها العمر.

نجد أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حثنا في الكثير من مواضع السيرة النبوية على السعي وطلب الرزق من الله، وأن ذلك ليترك الأثر الإيجابي على النفس، ويُفيدها في الدنيا والآخرة.

  • الراوي جابر بن عبد الله: أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ” صحيح ابن ماجه.
  • رواه المقدام بن معدي كرب: ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ” صحيح الجامع”.

اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية جاهزة للمرحلة الابتدائية والاعدادية

3- السيدة الريفية وحبة الخردل

إذاعة مدرسية على شكل قصة يجب أن تكون متضمنة العِبرة والعِظة التي تجعل الطلاب على دراية تامة بكيفية مواجهة الحياة، والتصرف في أغلب المواقف التي سيتعرضون إليها، ومن أجمل القصص التي يُمكن إلقائها عليهم:

“كانت تعيش إحدى السيدات في قرية من القُرى الريفية مع ابنها الوحيد في سعادة واستقرار، فقد كبر أمام عينيها يومًا بعد يوم، حتى أصبح سندها في الحياة الذي يرعاها ويُفديها بروحِه، لكن يشاء الله أن يقبض روحه في الثالث والعشرِين من عمره، وهو ما ترك أثر سلبي على السيدة لم تحتمله.

عانت ليالي كثيرة ودائمًا ما كانت تقول إنه لم يمُت من أثر الصدمة التي تلقتها، فقد فاق الأمر استيعابِها لفترة طويلة، حتى أنها بدأت تبحث عن أي طريقة تستعيد بها ابنها.

فذهبت إلى مُختار القرية وطلبت منه أي وصفة يُمكنها إعادة ابنها ليعيش معها مرة أخرى، وأنها ستنفذها مهما بلغت صعوبتها، وبعد أن فكر المُختار في الأمر جيدًا أخبرها أن هناك طريقة واحدة يُمكنها منحها الغرض، وحتى يتمكن من القيام بها عليها أن تُحضر له حبة خردل من منزل لم يزوره الحزن يومًا.

لم تفكر السيدة في الطلب وذهبت سريعًا إلى منازل القرية تطرق على باب كلٍ منها واحد تلو الآخر، لكنها كُلما سألت صاحب أو صاحبة المنزل عما إذا تعرض للحزن من قبل أخبرها بقصته البائسة.

فكانت الأولى قد فقدت زوجها وأطفالها في حادث منذ شهور، ومنذ هذا الوقت لم تستطع إدراك الأمر، تبحث عنهم يوميًا، لكنها أدركت أن تسليم الأمور لله والرضا بقضائه هو أفضل حل، وقد ظلت السيدة معها فترة من الوقت تهوّن عليها الأمر.

أمّا الثانية فقد كان زوجها مريض جدًا لدرجة أنه لا يستطيع ممارسة مهنته، وبمرور الوقت أصبحوا غير قادرين على توفير الطعام لأطفالِهم، فواستها السيدة وأحضرت لها كمية كبيرة من الطعام.

هكذا ظلت السيدة تبحث عن بيت لم يزوره الحزن يومًا، لكن انتهت كل محاولاتها بالفشل، فأدركت أن المُختار كان يمنحها العلاج للتخلص من الحزن دون إحضار حبة الخردل أو تحضير الوصفة.

تمثلت العبرة من تلك القصة في أنه هكذا هي الحياة، لا يُمكن أن يقضيها الإنسان في سعادة تامة، وإنما لكُل شخص نصيبُه من الحزن والسعادة على حدٍ سواء، لذا علينا دائمًا أن نرضى بقضاء الله والتيقن بأنه دائمًا ما يكون هناك حِكمة وراء تدابيرُه، فهي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نشعُر بالسكينة والراحة النفسية مهما حدث في حياتنا”.

لا شك أن إطلاق إذاعة مدرسية على شكل قصة هي الطريقة المُثلى لجذب انتباه الطُلاب لِسماع البرنامج الإذاعي، والاستفادة منه على أفضل نحو.