أشد أنواع الانفصام هي التي يفقد فيها المريض السيطرة تمامًا على الوضع، فيُصبح غير قادر على الاندماج بشكل سوي في المجتمع، ويبدأ في فقدان لُب عقله، وبهذا يكون الوضع قد خرج عن السيطرة، وعبر موقع سوبر بابا تتعرف على التفاصيل.

ماهية الفصام والانفصام

ما هو الفصام؟ وما هو الانفصام؟ وهل هما شيء واحد؟ في الحقيقة إن الأمر ليس كذلك أبدًا، حيث يُشير مُسمى الانفصام إلى التدهور الطويل في الشخصية والسلوك.. بحيث يُصاب المريض بالتخلف العقلي، وهو بالأساس مرض ذُهاني.

أمّا كلمة انفصام فهي مصطلح دارج، إلا أنه ليس علميًا، ولا دقيقًا حتى، بل إنه في الواقع لا يُشير إلى أي شيء.

من الأكيد أنك كنت تظن أن الانفصام هو أن يكون للإنسان شخصيتان يتعامل بهما ويُبدل فيما بينهما، إلا أن هذا غير صحيح، فهذا الاضطراب الذي تقصد يُسمى علميًا اضطراب تعدُد الشخصية، أو Multiple personality disorder.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الذهان والفصام

أشد أنواع الفصام

الفصام بالأساس مرض بغاية الصعوبة، إذ يتعسر على المُصابين به طلب المُساعدة حتى، وهذا يجعلهم في حلقة مُفرغة من الاضطراب لا يُمكنهم الخروج منها.

1- Paranoid schizophrenia

هو الفصام البارنودي، وهو النوع الأبسط مُقارنة بالأنواع الأخرى، لكن لا يكون بسيطًا أبدًا بالنسبة إلى المُصاب به.

إذ يُعاني من أعراض متطورة من الهلوسة والضلالات، وهو أيضًا يفقد الإحساس شيئًا فشيئًا، إذ لا يُمكنه أن يتفهم كثيرًا ما تشعر به.

2- Hebephrenic schizophrenia

يُسمى الفصام الهبفيريني، أو الفصام غير المنظم، وعادة ما يظهر بين عُمر 15 أو 25 عامًا، ويظهر على المريض سلوكيات غير مرغوبة أو مُنظمة، مثل أن يضرب أحدهم وهو لا يعرف لماذا اتخذ هذا السلوك السيء.

تظهر عليه أيضًا عددًا من نوبات الهلوسة، الضلالات، ويكون التعبير في هذا النوع هو الأسوأ تمامًا، حتى نبرة الصوت تكون بلا أي مشاعر.

3- Catatonic schizophrenia

يُسمى أيضًا الفصام الكتاتوني، والمُصاب به تأتي له نوبات يتخشب بها، بحيث لا يكون قادرًا على الحركة في أي شكل، وإذا ما أجبرتهم على الحراك فإن هذا قد يُسبب لهم كسرًا.

بأحيان أخرى يكون لديهم شكلًا من النشاط الخارج عن السيطرة، وبعضهم يُصاب بأعراض من محاكاة حركات الآخرين، فإذا رفعت يدك فإنه يعيد الحركة من بعدك.

4- Undifferentiated schizophrenia

هو النوع غير المتمايز من الفصام، ويُصاب صاحبه غالبية الوقت بأشكال من الضلالات، مثل جنون العظمة، وأن يظُن أنه ملك أو نبي.

5- Residual schizophrenia

يُصاب هذا المريض بأعراض أبسط قليلًا من الهلاوس والضلالات، إلا أنهم يعانون من ضعف في الذاكرة وحركة بطيئة جدًا، كما أن الحد الأدنى من النظافة يتدهور إلى أسوأ شكل.

6- Simple schizophrenia

يُسمى أيضًا الفصام البسيط، وتكون أعراضه مثل Residual schizophrenia إلا أنها تزيد عليه في ارتفاع أعراض الهلوسة والضلالات بشكل أكبر قليلًا.

7- Cenesthopathic schizophrenia

يشعر المريض حيال هذا النوع من الفصام بمشاكل صحية غير منطقية وغير موجودة، مثل الإحساس بأجسام متحركة تسري داخل الجسم، أو الشعور بعقد على سبيل المثال.

كما قد يشعرون بأنهم فقدوا جزءًا من أجسادهم، أو أن هناك فتحة في جزء آخر، وبالطبع كل هذه أوهام تبقى في رأس المريض.

8- Unspecified schizophrenia

هو أن يكون لدى المريض بعضًا من أعراض اضطرابات الشخصية والسلوك، إلا أنها لا تخضع لأيٍ من الأنواع الأخرى وفق تصنيف معين.

اقرأ أيضًا: كيف يفكر مريض الفصام

أعراض مرض الفصام

إن أشد أنواع الانفصام تجعل المريض يظهر عليه عددًا أكبر من الأعراض، والتي بالتأكيد تشتد في حدتها كلما طالت المدة التي يُترك المريض فيها بلا أي علاج أو رعاية.

1- الهلوسات

هي حالة من الاختلال في الحواس، والتي تجعل المريض يشعر بأشياء غير موجودة.

  • سمعية: هي أن يسمع المريض أصوات غير موجودة، يبدأ الصوت كطنين في الأذن، ثم يتطور إلى أن يسمع أشخاص تُنادي عليه، والحالة الأخطر هي أن تقول هذه الأصوات كلامًا يدفعه إلى إيذاء نفسه.
  • بصرية: هي التي نتاجها يرى المريض أشياء وأشخاص غير موجودين، في البداية يكون الأمر مثل مجرد سحابات بيضاء أو شرز أحمر، ومن ثم يتمايز إلى رؤية أشياء تطير، ثم رؤية أشخاص ومشاهد كاملة.
  • لمسية: يشعر المريض في البداية بأن أشياء صغيرة كالنمل تسير على جسده، وفي مرحلة متقدمة من المرض يشعر بأن هناك من يلمسهم.
  • شميّة: رغم غرابة هذا الشكل من الهلوسة، إلا أن المريض يشعر حيالها أنه يشم رائحة فاسدة، وقد يتطور الأمر إلى شمه رائحة الجثث.

2- الضلالات

الضلالة لا تكون في الإدراك كما الهلاوس، وإنما تكون في العقل، فهي عبارة عن معتقد يتبناه المريض كأنه حقيقة فعليّة، وهو من أشد أعراض الفصام.

  • ضلالات العظمة: كأن يظن أنه شخصية عظيمة جدًا، ملك أو نبي، وهناك عدد كبير من المرضى يقولون إنهم هم المهدي المنتظر.
  • ضلالات الخيانة والغيرة: هي التي يظن فيها بعض المرضى أن زوجته تخونه، ويكون متأكدًا من هذا، لدرجة أنه يحاول دائمًا الإيقاع بها.
  • ضلالات الاضطهاد: هو أن يظن المريض دائمًا أن هناك من يريد به الشر حد القتل، فتجد أن بعضهم يرفض الأكل لأنه يعتقد أن به سم ما.
  • الضلالة الجسدية: هي أن يبقى المريض طوال الوقت منشغلًا بجسده بشكل مفرط، كأن يبقى يقول إنه يشم رائحة سيئة تنبعث من جسده، أو أن يؤكد على أن هناك منظمة تود سرقة جزء من جسده.
  • ضلالات المحبة: هي ليست محبة حقيقية بل هي أوهام فقط في عقل المريض، لذا تجده طُوال الوقت يبحث عن الشخص محل الضلالة ويتصل به هاتفيًا، ويُعلل عدم رد الطرف الآخر بأنه يحاول أن يكون عزيزًا أكثر، ويضع الكثير من المبررات غير المنطقية.

3- الكلام

غالبًا مع أشد أنواع الانفصام فإن كلام المريض لا يكون منظمًا أبدًا، كما بغالب الوقت لا يفهم المُعالج ما يود أن يقول، فالأفكار لديه غير منظمة أبدًا، بالتالي تجده يدخل إلى موضوع ويخرج من موضوع آخر.

4- السلوك

يكون سلوك هذا المريض ذا نمط غير مفهوم، أحيانًا تجده يُمسك بورقة ويصنع دوائر وأو يكتب بشكل غير مفهوم أبدًا، كما أحيانًا تجده متبلدًا لعدد طويل من الساعات بلا أي حركة.

لا يهتم أبدًا بالأنشطة اليومية التي عليه القيام بها، فإذا كان طالبًا يُهمل المذاكرة تمامًا، وإذا كان يعمل فإنه لا يكترث للعمل بتاتًا.

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

Bipolar disorder يعده البعض أحد أشد أشكال الفصام القوية، وهو عبارة عن نوبات متكررة من الاكتئاب، ونوبات متكررة من الهوس.

لذا لا يمكن أن يُعد من الفصام؛ لكونه شكلًا من اضطرابين آخرين، فالنوبات الاكتئابية تكون عبارة عن حالة شديدة من الحزن، والتي يصحبها عدم الرغبة في الأنشطة التي اعتاد الفرد القيام بها، أمّا نوبات الهوس فهي سعادة مفرطة وغير مبررة.

ليست هذه الحالة من الهوس صحية أبدًا، بل إنها تتسبب في إيذاء المريض لنفسه، وجعلها أضحوكة أمام الجميع.

تشخيص اضطراب الفصام

رغم أنك تجد يوميًا في الشارع حالات من الفصام، إلا أنه لا يحق لك أن تحكم عليها بهذا التشخيص، أو تأخذها إلى العيادة، وهذا ما يحث عليه قانون DSM، بل يجب أن يكون التشخيص تحت يد الطبيب، وفقًا لبعض الأسس.

  • يُشخص الطبيب في العيادة بعد الاطلاع على الأعراض كاملة، وسؤال المريض بعض الأسئلة التي تستوضح منها ما إذا كان مُصابًا بهلوسات أو ضلالات أم لا.
  • يجب أن يبقى تحت الملاحظة، كما يتم حجزه في المشفى كي لا يكون خطرًا على نفسه أو على من حوله.

اقرأ أيضًا: متوسط عمر مريض الفصام

علاج اضطراب الفصام

إن هذا الاضطراب هو مرض عقلي، لذا فإنه يجب أن يخضع المريض إلى العلاجات الدوائية، والتي تحد من الأعراض كالهلوسات والضلالات.

إضافة إلى الجلسات النفسية، والتي تستخدم مع أشد أنواع الفصام، لكونها تساعد على تحسين التدهور الذي حدث في شخصية المريض.

على المدى البعيد فإن مريض الفصام لا يُشفى تمامًا، بل يبقى يُعاني من مرضه الذي قد لا يزول، إلا أنه يوجد علاجات قوية جدًا يمكنه أخذها أسبوعيًا أو شهريًا للتخفيف من الأعراض.

أشد أنواع الفصام ضراوة على المريض هي التي تزيد فيها الضلالات والهلوسات، وبالتأكيد سيكون لِزامًا على ولي أمره وقتها إخضاعه للعلاج.