ما هي أسباب ظهور بقع بيضاء في الجسم عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجها؟ حيث يكثر وجودها عند الأطفال، وتقلق كثير من الآباء والأمهات، ذلك أنها تُنبئ عن الكثير من الأمور التي تحدث في الجسم، والتي لا داع للقلق منها في الغالب، وإن كان ظهورها يقلق في بعض الأحيان، لأنها قد تعبر عن وجود أمراض جلدية أخرى، وهذا ما سنعرضه تفصيليًا على موقعنا سوبر بابا.

أسباب ظهور بقع بيضاء في الجسم عند الأطفال

من الطبيعي أن تكون الأم أكثر قلقًا وخوفًا على الأطفال أكثر من قلقها على نفسها أو على أبنائها الأكبر سنًا، والحق أنه عندما تبدأ برؤية بقع بيضاء على طفلها تزداد قلقًا، ويتعاظم قلقها أكثر إذا بدأت تلك البقع في الاتساع أو الانتشار على مساحة أكبر من الجلد.

هذه البقع البيضاء يمكن أن تكون أمرًا غير مثير للقلق إذا اختفت بعد فترة وجيزة، ويزداد الأمر سوءً إذا كان في الأسرة شخص آخر ظهرت عليه تلك العلامات أو أصيب بمرض جلدي فيها، فمن حقها حينئذ أن تحاول التصرف السريع والذهاب للطبيب المعالج المختص ليحدد لها أسباب تلك البقع البيضاء ومدى خطورتها وكيفية علاجها.

نُجمل أسباب ظهور بقع بيضاء في الجسم عند الأطفال بأنها ما يلي:

1- عدوى التينيا الملونة

التينيا أو السعفة هي عدوى فطرية شائعة ومعدية تنتقل بين الكبار والصغار على حدٍ سواء، وتكثر في المناطق الدافئة والرطبة، وتكثر بشدة في المناطق الحارة، ومعظم البلدان العربية تعتبر وللأسف مناطق خصبة ومثالية لزيادة انتشار تلك العدوى الفطرية.

  • تصيب الجسم في المناطق الأكثر سخونة، والتي يفرز فيها العرق بغزارة مثل الجلد بوجه عام.. وفروة الرأس وأماكن مخصصة مثل: القدمين والفخذين وتحت الثديين للنساء، وربما تصيب أيضًا أصابع القدمين والأظافر.
  • كما تتعدد ألوانها، ففيها البني والأسود، إلا أن اللون الأبيض هو الأكثر انتشارًا، وتحدث تلك العدوى بسبب نمو فطريات تسمى بالوبيغاء البيضاوية (Pityrosporum Ovale)، والتي تكمن داخل مسامات الجلد، وتنتشر بسرعة كبيرة محدثة تغيرات في لون الجلد، تمنع أصحابها من المكوث تحت الشمس؛ لأنها تبدو واضحة.
  • تنتقل العدوى فيها بملامسة جلد شخص مصاب أو من حيوان؛ لأنها تصيب الحيوانات أيضًا أو إعادة ارتداء أو حتى ملامسة أي قطعة من ملابس المصاب، وحتى أرضيات الحمامات يمكن أن تنقل تلك العدوى.

يمكن علاج التينيا بالأدوية والشفاء في غضون شهرين أو ثلاثة.. إلا أنه بعد الشفاء يظل الجلد متغيرًا عن اللون الطبيعي لفترة طويلة.

2- الإصابة بالاكزيما

نوع من الأمراض الجلدية، تعني التهاب الجلد نتيجة لعوامل وراثية، وتنشط في حالة وجود ربو أو حمى أو حساسية بالأنف، وتسبب في حكة واحمرار وجفاف في الجلد المصاب، وهي شائعة جدًا في الأطفال، لكن يشفون منها تمامًا قبل أن تصل أعمارهم السادسة.

3- التهاب النخالية المبقعة (Pityriasis Alba)

هو التهاب جلدي منتشر جدًا يُشبه الاكزيما ويشبه شكل النخالة البيضاء (الردة بتعبيرات بعض الشعوب)، وينتشر أكثر على الخدين كالطحين المتناثر على وجه المصاب، ويصيب الأطفال من عمر 6 سنوات حتى 12، ويصيب الذكور والإناث، ويظهر بوضوح في ضوء الشمس.

تتعدد وسائل علاجه، من أهم تلك الوسائل:

  • الامتناع عن التعرض لضوء الشمس المباشر.
  • تناول الفاكهة والسلطات المحتوية على الجزر بشكل خاص بكثرة.
  • الدهان الموضعي على الأماكن المصابة، حيث يكون في مكوناته الأساسية الزنك وحمض الساليسيليك المخفف.

4- البهاق (Vitiligo)

مرض شائع يوصف بأنه من أمراض المناعة الذاتية، وينتج عنه ظهور بقع بيضاء على الجلد؛ نتيجة تدمير المناعة الذاتية لتلك الخلايا التي تمنح الجلد صبغته المعروفة لتصبح باللون الأبيض، وعلى الرغم من أن أسبابه غير معلومة حتى الآن، إلا أن المرض غير ضار على الإطلاق، لكنه يتسبب في ألم صاحبه نفسيًا.

للوراثة دخل كبير في البهاق؛ نظرًا لاكتشاف العلماء أن ما يقارب 30% من الحالات المصابة لديهم في العائلة واحد أو أكثر مصابين بالبهاق.

البهاق لا يعد مرضًا معديًا، كذلك ليس مؤلمًا على مستوى الصحة العامة، فإن ألمه النفسي أكبر بكثير من الألم العضوي، ويصاب الأطفال بأحد الأنواع الثلاثة للبهاق وهي:

  • البهاق الجزئي: ويصيب الأطفال الأصغر سنًا وتظهر فيه البقع على جانب واحد من الجسم.
  • البهاق المنتشر: وفيه يظهر البهاق على جانبي الجسم.. فيظهر بدايةً من اليدين وحول العينين أو الفم، ووصولًا إلى القدمين، ويكون معرضًا للانتشار في مساحات أكبر من الجسم.
  • البهاق البؤري: يظهر البهاق على شكل بقعة أو بقعتين فقط في جسم الطفل.

أحيانًا ما يتسبب نقص الفيتامينات في الجسم في ظهور البقع البيضاء، وتكون مؤقتة بقدر ما يستكمل الجسم ما ينقصه من فيتامينات أو مكملات غذائية، ثم تختفي تلك البقع البيضاء على الفور.

الفيتامينات التي يسبب النقص فيها ظهور البقع البيضاء هي:

  • مادة الكالسيوم.
  • نقص فيتامين “د” أو فيتامين “هـ”.

فتظهر بقع بيضاء جافة على الجلد، وتكون بقعًا غير ضارة وبتناول الأطعمة والمشروبات الغنية بهذه المواد تختفي البقع البيضاء تدريجيًا.

عند تساؤلنا عن أسباب ظهور بقع بيضاء في الجسم عند الأطفال، وحديثنا عن البهاق بشكل خاص نجد أن الأسباب تنحصر في أمرين.

  • العوامل الوراثية: وهذه لا يمكن التحكم فيها، إذ أنها ليست خاضعة لإرادة البشر.
  • أمراض المناعة: هذه الأمراض تهاجم الجسم لسبب غير معلوم للآن.

اقرأ أيضًَا: تجربتي في علاج البهاق بالليزر

نصائح لمريض البهاق وكيفية التعامل معه

  • وضع واقٍ للشمس خصوصًا في المناطق التي أصابها البهاق، مع ضرورة عدم التعرض للشمس المباشرة في وقت طويل بالنهار وخاصة في فصل الصيف.
  • ضرورة ارتداء الملابس الواسعة التي تمنع من وقوع حروق للشمس.
  • رفع المعنويات الدائم من الشخص لنفسه.. ومن المحيطين به حتى لا يصيبه الاكتئاب أو الضيق بسبب حالته، وتقديره وإشعاره بقيمته وأنه ليس مسؤولا عن مرضه من قبل المحيطين به.
  • الرعاية النفسية، عن طريق طبيب نفسي أو مرشد اجتماعي؛ ليزيد التوعية بعدم خطورة المرض.

اقرأ أيضًَا: تجربتي في علاج حساسية الجلد

علاج البقع البيضاء عند الأطفال

على الرغم من عدم وجود علاج فعال للبهاق حتى الآن، إلا أنه يمكن معالجة بعض الحالات منه، أو على الأقل التقليل من حِدته وانتشاره ومنها:

  • العلاج الموضعي بالدهانات: مثل مثبطات الكالسينيورين، وفيتامين د.. فيمكن التخفيف من آثاره ووقف انتشاره.
  • العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية؛ ليعيد للمناطق المصابة حساسيتها للضوء، إلا أن هذا العلاج مكثف ومكلف جدًا.

اقرأ أيضًَا: سواد حول العين عند الأطفال وأسبابه

علاج البقع البيضاء بالأعشاب

دائمًا ما يبحث الإنسان عن أي علاج آملًا الشفاء ولو بنسبة يسيرة، وتوجد الكثير من الأعشاب التي تفيد في علاج هذا المرض:

  • الثوم: فيمكن أن يستخدم وحدهُ أو يُخلط مع عسل النحل، فالثوم له خصائص تساهم في زيادة المناعة، حيث يحتوي على مادة الأليسين وهي مضادة للفطريات، فيمكن أن تساهم في علاج البهاق، ويفيد العسل لاحتوائه على مضادات أكسدة أخرى.
  • الشاي الأخضر: يمكن أن يساهم في علاق هذا المرض؛ لوجود مادة البوليفينول وهي مضادة للأكسدة.
  • الصبار: صبار الألوفيرا يحافظ بالأساس على الجلد؛ لوجود فيتامين ب12 بنسبة كبيرة به.
  • العلاج بالجنكة بيلوبا: حيث إنها تحتوي على مضادات للأكسدة ومضادات للالتهابات، ومعدلة للمناعة، لذا يمكنها الإفادة كثيرًا في هذا المرض.
  • العلاج بالكركم: تفيد مادة الكركمين الموجودة في الكركم في احتوائها على مضادات أكسدة قوية، ويمكن وضعها مخلوطة بزيت زيتون أو زيت خردل على الأماكن المصابة.

إن الله سبحانه قادر على أن يهب الشفاء لمن يشاء، فقد يشفي حالات.. ويؤخر أخرى لحكمة يعلمها، فيجب أن نرضى بقضاء الله في كل أمورنا كي نؤجر ونسعد.