أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة قد تعين الشباب على اختيار إمكانية الاختيار، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثنا على مراعاة بعض الأمور عند اختيار الزوجة، علاوةً على توضيح ما يجب أخذه في الاعتبار، وذلك ما يوضحه موقع سوبر بابا بشيء من التفصيل.

أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة

إن السنة النبوية لم تخلو من أمور الدين أو الدنيا إلا وقد بينته ووضحته، ومن ضمن ذلك، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن مواصفات الزوجة الصالحة، وهناك العديد من الأحاديث التي تحدثت عن ذلك.

ما رواه أو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ، فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن المعايير التي يعتبرها الناس عند اختيار زوجة، وهي المال والجمال والحسب والدين.

ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل معيار للزواج هو الدين، لأن ذلك يترتب عليه سعادة المرء في الدنيا والآخرة.

بعد ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم” تربت يداك” توصية وحثًّا من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن يختار ذات الدين، فإنه جرت العادة على التركيز على الثلاث خصال، وتأخير الدين، لذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الدين وأوصى به حرصًا عليه.

فقال رسول الله قدم الدين وفز بذات الدين، فإن منافع الدارين تأتيك بسببها، ولا مانع من وجود الخصال الأخرى، لكن اجعل الأولى في الاختيار يكون للدين، ويستفاد من هذا الحديث، حثّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على تقديم أهل الصلاح، واختيار الزوجة الصالحة، لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.

بالإضافة إلى ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه: كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا، كُنَّا قَرِيبًا مِنَ المَدِينَةِ، تَعَجَّلْتُ علَى بَعِيرٍ لي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِن خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي بعَنَزَةٍ كَانَتْ معهُ، فَسَارَ بَعِيرِي كَأَحْسَنِ ما أنْتَ رَاءٍ مِنَ الإبِلِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أنَا برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بعُرْسٍ.

قَالَ: أتَزَوَّجْتَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ: أبِكْرًا أمْ ثَيِّبًا؟ قَالَ: قُلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: أمْهِلُوا، حتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا – أيْ عِشَاءً – لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ“.

يروى هذا الحديث أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم عائدًا من غزوة مع الصحابة، التفت وإذا جابر بن عبد الله مسرعًا، وعندما سأله عن سبب إسراعه أخبره أنه حديث عهد بعرس، أي أنه تزوج حديثًا، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هل تزوجت بكرًا أم ثيب” والبكر هي المرأة التي لم تتزوج من قبل.

أما الثيب فهي المرأة التي سبق لها الزواج، فعندما أخبره جابر أنه تزوج ثيبًا قد سبق لها الزواج، قال له جارية تلاعبها وتلاعبك” فالنبي صلى الله عليه وسلم يرغّب هنا عند الزواج، أن يتزوج الرجل بالبكر التي تلاطفه، حيث إنه أول زوج لها، وقلبها معلق بزوجها.

بخلاف الثيب التي يخشى أن يكون قلبها لازال معلقًا بزوجها الأول، ولم يتوقف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته في كل زمان ومكان، فعندما رجعوا إلى المدينة، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، بأن لا يسرعوا في الدخول على أهليهم، وأخبرهم أن ينتظروا بعد صلاة العشاء.

حتى تكون النساء قد استعددن وتجهزن لاستقبالهم، فقال “كي تمتشط الشعثة” أي المرأة التي تفرق شعرها كي تستطيع تهذيبه، وتتجمل وتتزين لزوجها، وفي ذلك حرص كبير من النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، واهتمامه بما يصلح أمرهم.

فالشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر وبين أنه من الأفضل عند اختيار زوجة، هو اختيار البكر وليس الثيب.

أقرأ أيضًا: صحة حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رأيتكن أكثر أهل النار

أحاديث عن صفات المرأة الصالحة

لم تخلو أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة، فتحدث عنها وأوصى بها وعلمها أمور دينها، وكذلك بين ما هي صفات المرأة الصالحة التي يتخذها من يريد النكاح.

ما رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسولَ اللَّهِ أيَّ المالِ نتَّخذُ فَقالَ ليتَّخِذْ أحدُكُم قَلبًا شاكرًا، ولِسانًا ذاكرًا وزَوجةً مُؤْمِنَةً تعينُ أحدَكُم علَى أمرِ الآخِرةِ.

لما نزلت آية وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ..” وكان الصحابة يعودون من غزوة، فكانوا حريصين على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فسألوا رسول الله عن المال الذي يصلح ادخاره واتخاذه.

فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “قلبًا شاكرًا” أي يكون له قلبًا يشكر الله عز وجل على نعمه وأفضاله التي لا تعد ولا تحصى، وقال” ولسانًا ذاكرًا” أي لسان كثير الذكر، والحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، فاللسان منشغل دومًا بذكر الله عز وجل.

ثم قال: وزَوجةً مُؤْمِنَةً تعينُ أحدَكُم علَى أمرِ الآخِرةِ أي وليتخذ من أراد الزواج منكم زوجة مؤمنة لتكون عونًا لكم على طاعة الله عز وجل، فتذكره بالعبادات والطاعات، وتبعده عن الذنوب والمنكرات، وتحفظه في بيته وماله وعرضه، ولا شيء يكون نافعًا للمرء في الدين والدنيا أكثر من ذلك.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يرغب في هذا الحديث على اختيار ذات الدين عن الزواج، وبين المنافع التي تعود على المرء عندما يظفر بذات الدين.

ما رواه معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّها لا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ.”

ورد هذا الحديث في سنن أبي داود، وقال الألباني: “حديث حسن صحيح”

ففي هذا الحيث عندما جاء رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج امرأة ذات حسب وجمال لكنها لا تلد، فقال له: لا، ثم سأله مرة أخرى فقال لا، ثم في الثالثة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا، وأخبره أن يتزوج الولود، أي المرأة التي تلد، وقوله: الودود، وهي المرأة التي تحب زوجها كثيرًا.

يمكن معرفة ذلك عن طريق أقاربها كأمها وأختها، ثم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يتفاخر بأمته يوم القيامة بين الأمم، فحثّ ورغّب في الزواج من الودود الولود.

أيضًا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنَّهُ سُئِلَ عن خيرِ النِّساءِ؟ فقالَ: الَّتي تُطيعُ زوجَها إذا أمرَ، وتسرُّهُ إذا نظرَ، وتحفظُهُ في نفسِها ومالِهِ“.

قال ابن حزم عن هذا الحديث: “حديث صحيح”

فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن خير النساء أجاب بأن خير النساء أي أفضلهن، هي المرأة الطائعة، فقال الَّتي تُطيعُ زوجَها إذا أمرَ أي إذا أمرها زوجها في أي أمر غير معصية الله عز وجل فإنها تطيعه، وتسره إذا نظر، أي أنه كلما نظر إليها أعجبته، لحسنها في عينه، ولنظافتها، وزينتها.

ثم قال عن خير النساء كذلك وتحفظُهُ في نفسِها ومالِهِ” أي أنها تصون بيتها وتحفظ مال زوجها فلا تنفقه في شيء يكره زوجها، وتحفظه في عرضه، فلا تفعل الفاحشة وتصون نفسها.

بذلك يتبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الزوجة الصالحة المؤمنة ذات الدين، حيث رغب في الزواج منها، فإنها فيها صلاح العبد في الدين والدنيا.

أقرأ أيضًا: حديث عن صلة الرحم قصير

أحاديث نبوية عن النساء

لم تترك الشريعة الإسلامية مراعاة المرأة على الإطلاق، فتحدث عنها القرآن، وذكرت سورة كاملة للحديث عنهن، وكذلك السنة النبوية راعت المرأة، ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في العديد من الأحاديث.

ما رواه عمرو بن الأحوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن“.

هذا الحديث ورد في سنن الترمذي، وقال عنه: “حديث حسن صحيح”

عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في حجة الوداع، أوصى الناس بالنساء فقال: “استوصوا بالنساء خيرًا” أي أوصيكم بالنساء خيرًا بالإحسان لهن، وحسن عشرتهن، وإطعامهن وكسوتهن، وعدم ضربهن، أو إهانتهن.

ثم بين أنهنّ تحت سلطان الرجال، وقال إنه ليس للرجال عليهن غير الإحسان ما دام لم يصدر منهن فاحشة، بأن يفعلن شيء محرم مما تستقبحه النفس، ففي تلك الحالة فعلى الرجال أن يهجروهن في المضاجع، بأن يرفضهن للفراش، ولا يكلمهن، وقال “واضربوهن ضربًا غير مبرح” أي عن الضرب لا يكون هذا الضرب موجع.

كما أكد في حال عادت المرأة عن هذا الفعل، فلا يحق لكم أيها الرجال أن تظلموهن بأي طريقة كانت، فحتى عند صدور الفاحشة منهن بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية التعامل معهن.

ثم بين حق الرجل على المرأة وهو ألا تدخل المرأة في بيت زوجها من يكره، سواء كان هذا رجل أو امرأة، وبين حق النساء على الرجال وهو الإنفاق عليهن بقدر ما يكفيهن دون إفراط ولا تفريط.

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيمُ، والمرأةُ“، في هذا الحديث يوصي بالإحسان على ضعيفين، ويأمر بعدم ضياع حقوقهن فقال: “إني أحرج عليكم” أي أُشدد عليكم وأمنعكم وأحذركم من أن تظلموا ضعيفين، وقوله ضعيفين هنا إنما هو لزيادة استعطافهم، وتحذيرهم من التهاون في حقهن وهما اليتم.

كذلك المرأة، فإنها ضعيفة في عقلها وجسدها، فجعل الرجال قوامون عليهن لرعايتهن وحفظ حقوقهن، فأوصى بها بأن تعامل معاملة حسنة، فلا تُعنّف ولا تهان ولا تطالب بشيء تكرهه، وهذا إنما يدل على عناية الشريعة الإسلامية بالمرأة وعدم إهدار حقوقها.

ففي تلك الأحاديث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء، وحذر من معاملتهن معاملة سيئة، وبين للأزواج والأولياء عليهن كيفية التعامل معهن، لئلا يتعرضن لأي ظلم.

الزوجة الصالحة تعين زوجها على الخير، وتشجعه على ما فيه صلاحه، والزوج الصالح من يعامل زوجته معاملة الإسلام، فلا يظلمها ولا يضربها، بل يحاوطهما سور المودة والرحمة.