كثيرًا ما يُطرح سؤال هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال؟ وما هي الطُرق العلاجية التي بإمكانها تخليص الأطفال من هذه الحالة؟ في واقع الأمر تُعد إصابة الأطفال بالأمراض المُرتبطة بالدم من أكثر الأمور التي بإمكانها أن تبث الخوف والرعب في قلوب الآباء، وفي محاولةٍ لتخفيف وطأة الأمر عنهم سنقوم عبر موقع سوبر بابا بالإجابة عن هذه الأسئلة.
هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال
تتربع العدوات على عرش الحالات المرضية الأكثر شيوعًا وانتشارًا على سطح الأرض، وهي من الأمراض التي تُصيب الكائنات الحية ككل، يرجع انتشارها إلى تعدد أنواعها، فنتيجةً لرجوع العدوات في الأساس إلى أسباب فيروسية، بكتيرية بالإضافة إلى جرثومية، يكون الجسم بأكمله تقريبًا عُرضة للإصابة بهذه الحالة وما تتسبب به من مُضاعفات.
الجدير بالذكر أن الالتهابات لا تختص بفئة عمرية مُعينة دون غيرها، كما أنها لا تميل إلى جنس أكثر من الآخر، فكل ما يستطيع التنفس على وجه الأرض مُعرض لخطر الإصابة بالعدوى، ومن أكثر ما يجعل هذه العدوات خطيرة هو قدرتها على التطور وإظهار مُضاعفات شرسة من أمثلتها تسمم الدم أو التهابه.
يحدث التهاب الدم بشكلٍ عام عندما لا يتم التعامل مع العدوى بالشكل الصحيح والمطلوب، فالتسمم هو استجابة الجسم القصوى لهذه العدوى بسبب عدم السعي في علاجها، فيتسبب ذلك في تلف الأنسجة وفشل الأعضاء وهو ما يؤدي في نهاية المطاف عند عدم علاجه وتفاقمه إلى الموت المُحتم.
على الرغم من كونه لا يخص فئة عُمرية دون غيرها إلا أن هُناك العديد من الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية أثبتت أن الغالبية العُظمى لمُصابي التهاب الدم وتعفُنه هم من كبار السن والأطفال على حدٍ سواء، ومن المُمكن أن يكون التفسير المنطقي لذلك هو كون المناعة الجسدية للمرء خلال هاتين الفترتين تكون منخفضة للغاية.
فعند الأطفال يكون الجسد ما زال ضعيفًا، ناهيك عن عدم اكتمال بعض الأعضاء والأجهزة الحيوية للجسم، أما فيما يخص كبار السن فتبدأ بعض الخلايا لديهم بالموت بشكل تدريجي، مما يُقلل من كفاءة أجهزة الجسم وعلى رأسها الجهاز المناعي، وفي مقالنا هذا سنختص بالنوع الذي يُصيب صغار السن، فهل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال؟
عند تشخيص الطفل بكونه مُصابًا بالتهاب الدم السام وتعفنه في مهد المرض وبدايته تكون فُرص الشفاء مُرتفعة وكفاءة العلاج في أقصى مستوياتها، ولكن كُلما كان اكتشاف المرض بعد فترة أطول ازدادت مُعدلات الخطر وارتفعت نسبة تلف أعضاء الجسم بشكل كامل، وما يلي من سطور يشتمل على كافة المعلومات حول هذه الحالة من أعراض، علاج بالإضافة إلى المخاطر.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من التهاب الدم
أعراض تسمم الدم والتهابه
يتميز التهاب الدم بكونه من الحالات المرضية التي تنتشر سريعًا وتُظهر العديد من الأعراض في لمح البصر، والجدير بالذكر أن هذه الأعراض والعلامات تكون حادة مُنذ الوهلة الأولى للإصابة بهذا المرض، فيبدو على المُصاب أنه يُعاني مُنذ سنين على الرغم من كونه في مراحل مرضه الأول.
في كثيرٍ من الأحيان تبدأ الأعراض في الظهور بعد الخضوع لعمليات جراحية أو الإصابة الموضعية بالعدوى المُسببة للالتهاب، فمواجهة الالتهاب الرئوي مثلًا قد يكون فتيل إشعال هذا المرض وظهور أعراضه العنيفة، ومن أمثلة هذه العلامات المرضية كل ما يلي ذكره:
- الارتجاف والقشعريرة كما هو الحال مع البرد.
- الإصابة بالحُمى التي تتفاوت في حِدتها وشِدتها.
- تزايد مُعدل التنفس بشكل كبير.
- سرعة نبضات القلب واضطرابها.
ما تم ذكره أعلاه يُعتبر من الأعراض الأولية المُرتبط بتسمم الدم، ولكن هُناك بعض العلامات التي يُشير ظهورها إلى كون المريض لا يتلقى العلاج المُناسب الخاص بحالته، وهي أعراض مُتقدمة تُشير إلى اشتداد المرض والسقم، ومن أمثلتها:
- الارتباك وانعدام القُدرة على التفكير واتخاذ القرارات بشكل واضح وصريح، ويُشير ذلك إلى تلف وتضرر بعض الخلايا الدماغية المسؤولة عن هذه العملية.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- ظهور طفح جلدي أحمر اللون على سطح الجلد.
- الشعور بالصدمة، مما يتسبب بالتوتر والخوف الدائمين.
- ظهور البول بكميات أقل.
- انخفاض مُستوى تدفق الدم، وهو ما يتسبب في ضعف كفاءة الأعضاء وقُدرتها على أداء وظيفتها بالشكل المُناسب.
في حال ما ظهرت عليك أيٌ من الأعراض التي تم ذكرها أعلاه يكون التوجه إلى المُستشفى وتلقي الرعاية الصحية في التو واللحظة ضروريًا وهامًا للغاية، ففي حال ما كُنت تنوي تقديم بعض العلاجات المنزلية لطفلك ستكون الإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال هي لا، وستتسبب في تدهور حالته الصحية ورُبما موته.
اقرأ أيضًا: تأثير المضاد الحيوي على كريات الدم البيضاء
ماذا يحدُث في حال ما لم يُعالج التهاب الدم؟
بعدما عرفنا أن الإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال هي نعم في الحالات التي يتم فيها علاج الالتهاب سريعًا، وجب علينا تعريفكم بالمُضاعفات المُرتبطة بتأخر العلاج، فالتهاب الدم أو ما يُعرف باسم تسمم الدم يجلب وراءه كمًا مهولًا من المُضاعفات والمخاطر التي بمقدوره أن يتسبب بها.
الأمر هُنا أشبه بالقنبلة الذرية بعض الشيء، فالضرر الخاص بها وحده كبير، ولكن ما يتبعها من أخطار لا يُمكن الاستهانة به على الإطلاق.
الجدير بالذكر أن التهاب الدم له مُضاعفات خطيرة قد تصل إلى كونها قاتلة في حال ما لم يتم علاج هذه الحالة المرضية في الوقت المٌناسب، ومن أمثلة هذه المُضاعفات كل ما يلي:
1- إنتان الدم وتعفنه
بعض الأحيان يتم الخلط بين تعفن الدم وتسممه بسبب الاعتقاد بكونهما نفس الشيء، وهو خطأ شائع على الرغم من كون الفرق بينهما شاسع في واقع الأمر، فتعفن الدم هو من أخطر المُضاعفات التي قد تُصيب مرضى تسمم الدم.
عند الإصابة بتعفن الدم والإنتان يكون كُل نسيج من أنسجة الجسم عُرضة للالتهاب، والجدير بالذكر أن انتشار هذه الالتهابات يزيد من خطر الإصابة بالجلطات بشكل جنوني، فهو يحول بين الأكسجين ووصوله إلى أنسجة الجسم وأعضائه مُسببًا فشلًا تامًا ودائمًا لهذه الأعضاء في الكثير من الأحيان.
ما يزيد من المخاوف المُرتبطة بهذه الحالة المرضية هو كونها واسعة الانتشار، فقد جاء في العديد من الدراسات التي تم إعدادها في الولايات المُتحدة الأمريكية أن متوسط عدد المُصابين بالإنتان خلال العام الواحد يبلغ ما هو متوسطه 1.7 مليون حالة، كما تصل حالات الوفاة إلى 270 ألف حالة بنسبة 15.9%
الجدير بالذكر أن الأشخاص المُصابين بالأمراض المُزمنة يكونون أكثر عُرضة لمواجهة خطر الإنتان الدموي مقارنةً بغيرهم، ويرجع ذلك إلى كون الجهاز المناعي الخاص بهم ضعيف ولا يقوى على مُحاربة العدوى بمفرده.
2- الصدمة الإنتانية في مجرى الدم
هُناك بعض الحالات التي تُصاب بما يُعرف بالصدمة الإنتانية، وهي من أخطر الحالات المرضية التي بإمكانها أن تُصيب الدم، فيتم وصفها في الكثير من الأحيان بكونها قاتلة، والسبب الأول والرئيسي للإصابة بها هو الانخفاض الشديد في ضغط الدم بجانب الإصابة بالتهابه، ومن أهم عوامل الإصابة بانخفاض ضغط الدم هي كثرة السموم التي تقوم البكتيريا بنشرها في مجرى الدم.
الصدمات الإنتانية تتطلب رعاية طبية طارئة، وفي الكثير من الحالات يتم اللجوء إلى العناية المُركزة في سبيل علاج مرضى الصدمات الإنتانية، ويتم استخدام أدوية رفع ضغط الدم بالإضافة إلى أجهزة التنفس الصناعي في سبيل الوصول بالمريض إلى حالة الاستقرار.
اقرأ أيضًا: أفضل مضاد حيوي لالتهاب الشعب الهوائية للأطفال
3- متلازمة الضائقة النفسية الحادة ARDS
من أكثر مُضاعفات تسمم الدم فتكًا بالمريض هو التأثير السلبي للمرض على الجهاز التنفسي، فعند إصابة المريض بهذه المُتلازمة تكون حياة الحالة المُصابة بالمتلازمة على المحك، فنحن هُنا نواجه خطر ضعف وصول الأكسجين من الرئتين إلى الدم.
تُصاب أكثر حالات مُتلازمة الضائقة التنفسية الحادة بتلف مُتفاوت في الرئة قد يصل إلى دائم، كما أن تطور هذه الحالة المرضية يحمل أخطار أخرى مثل تلف العقل والتسبب بمشاكل إدراكية تجعل التفكر والتذكر أمرًا بالغ الصعوبة، وبوصول الطفل إلى هذه الحالة ستكون الإجابة بنعم على سؤال هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال أشبه بالمستحيل.
دائمًا ما ترتبط إمكانية الشفاء من التهاب الدم وتسممه ارتباطًا مُباشرًا بسرعة التشخيص، وهو العامل الأول الذي تعتمد عليه إجابة سؤال هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال، ولكنه ليس الأوحد، فحِدة الأعراض وقُدرة الجسم على التعامل مع بعض الأدوية من أهم العوامل التي تُعزز من القُدرة على الشفاء.